خارطة الطريق وتبادل الاتهامات بين سياسيي السودان

عماد عبد الهادي-الخرطوم
ودفع تمسك المعارضة برفض التوقيع على خارطة طريق تقدمت بها الوساطة الأفريقية للسلام في السودان، تلك الأحزاب إلى اتهام المعارضة بالمزايدة حينا والرغبة في استمرار الحرب حينا آخر.
لكن تلك الاتهامات لم تمنع المعارضة الممثلة هي الأخرى في تحالف "نداء السودان" -الذي يضم حركات مسلحة وأحزابا سياسية- من كشف الملامح الأساسية لملحق خارطة الطريق الذي توافق عليه جميع مكوناته قبل أن يرفع عبر مذكرة للوساطة الأفريقية خلال أيام.
ووفق رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير فإن حناجر المعارضين قد بحت وهي تطالب بتهيئة المناخ لأجل إقامة حوار منتج ومتكافئ، يرتكز على إتاحة الحريات والكف عن مصادرة الصحف وإطلاق سراح المعتقلين والمحكومين في قضايا سياسية ووقف الحرب وإغاثة المتضررين.
ورهن الدقير في مؤتمر صحفي الثلاثاء ذلك المطلب بوجود حكومة انتقالية تضع البلاد في سكة الخلاص الحقيقي حسب تعبيره، مشددا على أنه بدون تهيئة المناخ لن ينعقد أي حوار، ومتهما الحكومة بأنها تريد حوارا لا معنى له وبأي طريقة.
انتصار وتباهٍ
وقالت مريم الصادق المهدي نائبة رئيس حزب الأمة القومي إن الحكومة ظلت تتباهى بتوقيعها على خارطة الطريق لتظهر للمجتمع الدولي انتصارها على المعارضة وتتجاهل مطالب الآخرين.

وأعلنت مريم عدم رفض المعارضة لخارطة الطريق، وقالت "طلبنا توضيحات حولها، والآن دفعنا بملحق يحوي مطالبنا"، مشيرة إلى حرص المعارضة على العملية السلمية الحقيقية في السودان.
وقطعت بعدم تقديمهم أي تنازلات من قبل المعارضة لأجل التوقيع على خارطة الطريق، متهمة الحكومة بالتعامل مع الأمور التفاوضية بتلاعب لا يزيدها إلا تعقيدا.
أما بابكر أحمد الحسن نائب رئيس مبادرة المجتمع المدني فاعتبر أن المعارضة تمضي بخطة راسخة لبناء سودان الغد وإصلاح التخريب الذي تسببت فيه سياسات الحكومة التي دمرت كل شيء، حسب قوله.
وكان المؤتمر الوطني الحاكم راهن على مواجهة المعارضة لضغوط دولية تقودهافي بنهاية الأمر للتوصل إلى تسوية سياسية سودانية، متوقعا قبولها بخارطة الطريق الأفريقية بناء على تلك الضغوط.
وقال إبراهيم محمود نائب رئيس المؤتمر- الذي كان يتحدث خلال إفطار رمضاني- إن المبعوث الأميركي للسودان وجنوب السودان دونالد بوث الذي حضر اجتماعات نداء السودان في أديس أبابا قبل يومين، "يمارس ضغوطا على قوى المعارضة والحركات المسلحة لحملها على القبول بالخارطة".
مواجهة
ودخلت ما يطلق عليها اسم أحزاب الوحدة الوطنية في خط المواجهة للدفاع عن الموقف الحكومي باتهامها المعارضة بالمزايدة السياسية وعدم الرغبة في السلام.
واعتبرت هذه الأحزاب مقترح المعارضة إضافة ملحق إلى خارطة الطريق تهربا من دفع استحقاقات السلام في البلاد، داعية المجتمع الدولي إلى تكثيف ضغوطه على الحركات والممانعين للتوقيع على هذه الخارطة.

وقال أمينها العام عبود جابر سعيد في تعليقات صحفية إن حديث قوى "نداء السودان" حول الملحق "يمثل هروبا صريحا من التوصل إلى تسوية سياسية لحل قضايا البلاد".
وأشار إلى أن كل التوقعات كانت تشي بقبول الممانعين لخارطة الطريق، إلا أنه حدث تلكؤ من مكونات المعارضة.
من جهته وصف الكاتب والمحلل السياسي محيي الدين تيتاوي ما يجري بأنه مباراة بين الحكومة والمعارضة.
واعتبر تيتاوي في حديث للجزيرة نت أن ما جاءت به المعارضة شرط تعجيزي قد يدفع الحكومة إلى التمسك برأيها، وبالتالي فلن يحصل التوافق بين الطرفين على الأقل في الوقت الراهن.