حركة المقاطعة.. أرق للإسرائيليين ودعم للفلسطينيين

شيرين أبو عاقلة-رام الله
"الخطر الكبير" هو الوصف الذي بات يتردد على ألسنة المسؤولين الإسرائيليين لدى أي حديث عن حركة مقاطعة إسرائيل (بي دي أس) وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها.
وقال إردان إن معركة مواجهة حركة المقاطعة يجب إدارتها بالتعاون بين الحكومة الإسرائيلية والمجتمع المدني في الداخل والخارج.
وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت قد نظمت في مارس/آذار الماضي في القدس الغربية مؤتمرًا لمحاربة حركة مقاطعة إسرائيل، هو الأول الذي عقد في إسرائيل بشكل علني وبمشاركة واسعة.

وقال الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي إن حركة المقاطعة باتت أهم حركة مقاومة لإسرائيل، حيث نجحت في إلحاق خسائر اقتصادية بلغت 31 مليار دولار خلال العام الماضي، وتسببت في خفض الاستثمارات الأجنبية بإسرائيل بنسبة بلغت 46% .
وأكد البرغوثي أن حركة المقاطعة ألحقت خسائر معنوية بإسرائيل وأظهرتها كدولة "أبرتهايد" وتمييز عنصري.
لكن المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية إيمانويل نحشون يرى أن المشكلة مع حركة المقاطعة ليست اقتصادية، وقلل من حجم الأثر الاقتصادي الذي تكبدته إسرائيل جراء أنشطة الحركة، وأكد أن إسرائيل ضاعفت خلال السنوات العشر الأخيرة صادراتها إلى العالم.
واعتبر المسؤول الإسرائيلي أن المشكلة مع حركة المقاطعة "سياسية ومعنوية"، وقال إن كل ما تقوم به الحركة لا علاقة له بإيجاد حل سلمي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي ولكنه مرتبط "بالكراهية للشعب اليهودي ودولة إسرائيل"، وأكد أن نشطاء الحركة "لا يبحثون عن سلام بل عن دمار إسرائيل".

في المقابل، قال الناشط الحقوقي والعضو المؤسس في حركة المقاطعة عمر البرغوثي إن تعامل إسرائيل مع الحركة تنطبق عليه مقولة غاندي "في البدء يتجاهلونك، ثم يسخرون منك، ثم يحاربونك، ثم تنتصر"، ورأى أن الحركة حاليا في مرحلة "يحاربونك" وأنها باتت ترى بوادر نصر هنا وهناك.
واعتبر البرغوثي أن إسرائيل تشعر اليوم بالتهديد "الإستراتيجي" من حركة المقاطعة التي باتت ركيزة رئيسية من ركائز النضال الشعبي والمدني وأهم شكل للتضامن العالمي مع نضال الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه.
وأكد أن حركة المقاطعة فاقمت عزلة نظام الاحتلال الإسرائيلي أكاديميًّا وثقافيا، وقال إن إسرائيل أدركت متأخرة أنها فشلت في محاولاتها الحثيثة لوقف وتيرة النمو السريع لحركة المقاطعة، رغم كل المليارات التي أنفقتها على التسويق لرؤيتها.
وبحسب حركة المقاطعة فقد أنهت العديد من البنوك وصناديق الاستثمار الأوروبية والأميركية تعاملها مع الشركات والبنوك الإسرائيلية العاملة في الأراضي المحتلة عام 1967.
فقد قرر ثاني أكبر صندوق تقاعد هولندي في مطلع هذا العام سحب استثماراته من أكبر خمسة بنوك إسرائيلية بسبب تورطها في الاحتلال، وأعلن أكبر بنك في الدانمارك مقاطعة بنك "هابوعاليم" وهو من أكبر البنوك الإسرائيلية، على خلفية نشاطه في الأراضي المحتلة.