حي جوبر الدمشقي.. الهدنة لم تمر من هنا

سلافة جبور-دمشق
يعتقد كثير من أهالي حي جوبر الدمشقي والذين لا يتجاوز عددهم الثلاثمئة أن حيهم لم يكن له نصيب في اتفاق الهدنة ووقف الاقتتال بين قوات النظام السوري ومقاتلي المعارضة، والذي دخل حيز التنفيذ أواخر فبراير/شباط الماضي.
ورغم الانخفاض الملحوظ في عدد الغارات الجوية التي اعتاد سلاح طيران النظام شنها على الحي منذ أكثر من ثلاث سنوات بشكل شبه يومي فإن القصف بكافة أنواع القذائف والمدفعية ومحاولات الاقتحام والاشتباكات لم يتوقف يوما، محولا حياة من تبقوا من السكان لمعاناة باتت اعتيادية بالنسبة لهم.
ولم تغير الهدنة المعقودة منذ ثلاثة أشهر بين قوات النظام وفصائل المعارضة برعاية روسية أميركية الكثير من واقع حال الحي، كما لم تسعفه الهدنة المؤقتة التي تبعتها أوائل مايو/أيار الماضي وشملت دمشق وغوطتها وريف اللاذقية، وكأن النظام يأبى إلا أن يدمر المنازل القليلة المتبقية، ويقتل عائلات اختارت ملازمة بيوتها على التشرد والنزوح خارج حيها.
ومنذ أكثر من أسبوع عاد الحي الدمشقي ليتصدر عناوين الأخبار الميدانية مع تصاعد وتيرة العمليات العسكرية في محيط العاصمة، حيث أكد الناشط محمد أبو يمان أن الحي يتعرض لأقوى هجوم من قبل قوات النظام منذ أكثر من شهرين.

محاولات اقتحام
وفي حديث للجزيرة نت قال الناشط الإعلامي الوضع الميداني في المنطقة إن النظام استغل الخلافات وحالة الاقتتال بين الفصائل المعارضة في الغوطة الأسبوع الفائت محاولا اقتحام الحي من جهة جسر زملكا، إلا أن محاولاته باءت بالفشل بعد تصدي مقاتلي المعارضة له.
ويبدو أن تعذر الاقتحام دفع قوات النظام للتصعيد وإلقاء قنابل يدوية محملة بغاز الكلور على جبهات الحي، الأمر الذي لم يوقع إصابات خطيرة بين صفوف المقاتلين لاتخاذهم تدابير احتياطية استباقية، بحسب أبو يمان.
وأشار الناشط الدمشقي إلى أن المئات من مقاتلي الحي يستمرون يوميا في المرابطة عند نقاطهم ومواقعهم، دون أن تعني الهدنة المفترضة إمكانية الراحة أو التوقف عن القتال، "فالنظام معروف بغدره ولا يمكن لأي منا أن يأمن جانبه".

فشل وضحايا
بدوره، أشار أبو خالد -وهو أحد مقاتلي المعارضة في حي جوبر- إلى فشل كافة محاولات النظام التقدم على جبهات الحي من محاور متعددة، منها محور نهر تورا وجبهة طيبة، إضافة لعدم استطاعته السيطرة على جسر المتحلق الجنوبي الواصل مع بلدة زملكا رغم القصف والاشتباكات المتواصلة.
وتحدث المقاتل للجزيرة نت عن سقوط عدة قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام، وتمكن المجموعات المقاتلة من أسر ضابط من مرتبات الحرس الجمهوري برتبة ملازم أول وإعطاب بعض الآليات العسكرية التابعة للجيش النظامي، وذلك خلال المعارك التي شهدها الحي في الآونة الأخيرة.
كما أكد أبو خالد استمرار المقاتلين في مقاومة النظام وحلفائه وكافة المجموعات الداعمة له والمقاتلة في صفه، "فنحن لم نؤمن بالهدنة منذ يومها الأول، وعرفنا أنها مجرد لعبة ليس أكثر، واليوم لا نملك خيار التراجع أو الاستسلام، ولا مفر لنا من مواصلة القتال حتى الرمق الأخير".