وثيقة صلح تنهي نزاع فصائل المعارضة بالغوطة

نوران النائب-غازي عنتاب
ووقعت الأطراف المتنازعة وثيقة الصلح بعد اجتماع في منطقة يسيطر عليها فيلق الرحمن على أطراف مدينة دوما، وأشارت مصادر محلية إلى بدء تشكيل محكمة وسلطة قضائية، لإحالة كافة قضايا المظالم السابقة التي يدعيها كل فصيل على الآخر.
كما أكدت المصادر أن الطرفين بدءا إزالة حواجز التفتيش والمتاريس العسكرية من المدن التي يسيطران عليها.
واستهجنت تلك المصادر عدم تضمن الوثيقة أي بند يخص المدنيين اللذين قضوا جراء الاقتتال، حيث أفاد ناشطون بمقتل أكثر من 15 مدنيا بينهم نساء وأطفال.

النظام هو المستفيد
وقال قائد فيلق الرحمن في الغوطة الشرقية عبد الناصر شمير عبر مواقع التواصل الاجتماعي إن توقيع الاتفاق مع جيش الإسلام أنهى الخلافات، "لتعود البنادق في وجه جيش النظام"، كما أثنى المتحدث باسم جيش الإسلام محمد علوش على المبادرة، ووصفها بأنها "أنضج مبادرة لحل الخلاف".
من جهته، رأى المحلل العسكري العقيد أديب العليوي أن دوام مبادرة الصلح بين الفرقاء المتنازعين في الغوطة سيكون له أثر إيجابي على أدائهما العسكري على الأرض، وذلك بعد التراجع الذي حصل لهم وخسارتهم مناطق كانت تحت سيطرتهم، إضافة إلى خسارة أعداد كبيرة من المقاتلين.
وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن النظام هو المستفيد الوحيد من هذا الخلاف، مؤكدا أنه كان له الدور الأكبر في هذا الصراع كما كان له الدور الأكبر في تفجيرات الساحل، "فكل المؤشرات كانت تودي إلى حقيقة واحدة هي أن هذه الأمور من صنع النظام".
يذكر أن الخلاف بين جيش الإسلام من جهة وفيلق الرحمن وجيش الفسطاط من جهة أخرى، وقع عندما رفض الأول تسليم متهمين باغتيالات، مما دفع عناصر من فيلق الرحمن للهجوم على مقرات المتهمين، الأمر الذي اعتبره جيش الإسلام هجوما مباشرا على مقراته.
واندلعت على إثر ذلك معارك عنيفة في مناطق مديرا وسقبا ودوما ومسرابا وغيرها من المناطق في الغوطة الشرقية، كان المدنيون الخاسر الأكبر فيها.