المصطلحات الصهيونية تغزو الصحف المصرية
ناقشت رسالة الدكتوراه للباحث والصحفي سعيد يوسف "الاتجاهات الدينية للصحافة حول القضية الفلسطينية"، وألمحت إلى استخدام الصحف الرسمية المصرية للمصطلحات التي تستخدمها الصحافة ووسائل الإعلام الإسرائيلية في وصف حالة الصراع العربي الإسرائيلي.
وقبل سنوات صدر كتاب "حرب المصطلحات" الذي ساهم فيه كتاب ومفكرون من أجل مواجهة ظاهرة رواج مصطلحات وأسماء إسرائيلية عديدة في لغة الإعلام العالمي والعربي.
ولاحظ الباحث أن ما تضمنه الكتاب من ملاحظات لا يزال مستخدما، مثل مصطلح التطبيع حسب الفهم الإسرائيلي له. ومن بين التعبيرات المنقولة بلا تغيير "حائط المبكى"، و"قوى التطرف والإرهاب" لوصف المقاومة الفلسطينية، و"تحسين نوعية معيشة الفلسطينيين"، و"عرب إسرائيل".
الصحف الرسمية
ويرى الكاتب الصحفي بالأهرام سعيد اللاوندي أن "الصحف المصرية ومنها الأهرام ذاتها تستخدم نفس المصطلحات التي تروجها إسرائيل، وتستخدمها في وسائل إعلامها عن عمد، بينما تستخدمها الصحف المصرية باستسهال ودون تصحيح لها أو انتباه لخطورتها".
وقال اللاوندى الذى كان أيضا أحد أعضاء لجنة مناقشة رسالة الدكتوراه "نعيش حرب مصطلحات"، مضيفا أن اتحاد الصحفيين العرب "أعد مصطلحات عن فلسطين تتناسب مع أهداف مصر الوطنية والقومية ووزعها على الاتحادات المختلفة والصحف، ولكن للأسف تم تجاهلها والأخذ بالمصطلحات الصهيونية".
وتحدث الباحث في المرصد العربي للإعلام أحمد أبوزيد عن أن معظم اتجاهات الأخبار العربية تصنعها وكالات دولية تدعم إسرائيل في تغطياتها.
ومضى يقول إن كثيرا من "حراس البوابة" (يقصد الصحفيين المختارين لتمرير أو منع الأخبار) يميلون إلى التعاطي مع تلك المصطلحات لإيمانهم بالتطبيع أو لتجاهلهم للقيم المهنية والمعايير الأخلاقية، فضلا عن حالة عدم التدقيق في ترجمة هذه الموضوعات دون محاسبة أو تدقيق، مما يجعلها ثابتة في المعالجة لاحقا.
ولتلافي هذه الكوارث يحتاج الأمر برأيه إلى "تفعيل مواثيق الشرف الصحفي التي تجرم التطبيع والحاكمة نظريا للصحفيين العرب، لكنها أبعد ما تكون عن التطبيق لغياب التقييم والرقابة والمحاسبة".
ويقول أبو زيد إن من المهم في كل المؤسسات أن يكون هناك سجل نموذجي بمعايير السياسات التحريرية المتعلقة بالقضايا الرئيسية يضبط عمل المؤسسات، فضلا عن أن تفرضه نقابة الصحفيين، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية كمصطلحات العمليات الاستشهادية والمقاومة والجيش الصهيوني، والاحتلال وفلسطين المحتلة والأراضي المحررة والقدس المحتلة والداخل الفلسطيني والأراضي المحتلة قبل 48″.
الثورة المضادة
ويفسر الباحث الإعلامي غزو المصطلحات الصهيونية بأن "الثورات المضادة تحاول إحياء تيار التطبيع الثقافي والإعلامي، لكن هناك حالة من المناعة ضد التطبيع في الوسط الصحفي تحاول مقاومة هذا التيار السلطوي ليوازي حالة التطبيع السياسي المتسارعة التي بلغت ذروتها عام 2016".
ويلاحظ رئيس لجنة الأداء النقابي في نقابة الصحفيين علي القماش أن "صراع نقابة الصحفيين مع النظام مؤخرا كشف عن أوجه كثيرة ذات هوى صهيوني احتلت مناصب صحفية قيادية، ولا تزال تحتل وتوجه بوصلة الصحافة في العديد من المؤسسات".
وزاد القماش بالقول إن "بعض هذه الوجوه أرادت الانتقام من الجمعية العمومية للصحفيين مؤخرا، بالوقوف ضد إرادة الصحفيين لأن النقابة لديها قرار جمعية عمومية بمنع التطبيع، وكانت النقابة بالمرصاد ضد سفر أحد الصحفيين المعروفين إلى إسرائيل، وأسقطه الصحفيون في انتخابات النقيب قبل سنوات".