أهالي الفلوجة بين فكي كماشة

برهان فرحان-أربيل
ويتواجد في الفلوجة نحو سبعين ألف نسمة من المدنيين الذين أصبحوا بين فكي كماشة، من جهة تنظيم الدولة الإسلامية الذي يمنعهم من مغادرة المدينة، ومن الجهة المقابلة قوات الأمن العراقية التي تقصف أحياءها السكنية وتفرض عليها حصارا خانقا دخل عامه الثاني وتسبب في نقص حاد بكل مقومات الحياة.
وقالت النائبة بمجلس النواب العراقي لقاء وردي إن سكان الفلوجة لا يستطيعون الوصول إلى الممرات الآمنة التي قالت السلطات العراقية إنها خصصتها لهم حتى يخرجوا.
وأوضحت وردي للجزيرة نت أن سكان المدينة باتوا في حكم الأسرى لدى تنظيم الدولة الذي يمنع خروج الناس، وأشارت إلى أن الممرات الثلاثة التي خصصتها الحكومة العراقية محفوفة بالمخاطر ومحاطة بحقول الألغام والعبوات الناسفة.
وفي ظل الوضع المتأزم للمدنيين بالفلوجة، جاءت تصريحات أوس الخفاجي قائد مليشيا أبو الفضل العباس إحدى فصائل الحشد الشعبي لتزيد الوضع قتامة حين وصف الفلوجة بالورم السرطاني الذي يجب أن تشارك مليشيات الحشد في استئصالة لتطهير العراق والمنطقة والمسلمين منه.
ووصف الخفاجي شيوخ العشائر ورجال الدين بغير الملتزمين، وأثار ذلك حفيظة الشارع السني الذي اعتبر تلك التصريحات تكريسا للطائفية والمذهبية، وفقا لما ذكره الأمين العام لمجلس العشائر العراقية الشيخ يحيى السنبل.
واعتبر السنبل في حديث للجزيرة نت أن مليشيا الحشد الشعبي ومن معها من قوات أمن عراقية "جاءت إلى الفلوجة من أجل قتل أهاليها الأبرياء وتدمير البنى التحتية على غرار ما فعلوه في تكريت وبيجي وجرف الصخر".
وقال إن تصريحات قادة الحشد الشعبي تعد "تعبيرا عن هدفهم التخريبي للبلاد كلفوا به من قبل جهات خارجية ينتمون لها وعلى رأسها إيران".
من جانبه يرى المحلل السياسي مؤيد الجبير أن معركة الفلوجة تأتي في سياق تطورات متلاحقة في الشارع العراقي برزت من بينها المظاهرات والاعتصامات المطالبة بالإصلاح في بغداد والتي دفعت حكومة العبادي للبحث عن حلول لإسكات المشاركين فيها، وأوضح أن البدء في معارك استعادة الفلوجة يأتي ضمن تلك الحلول.
وقال الجبير للجزيرة نت إن معركة الفلوجة لم تكن مطروحة على جدول العمليات العسكرية، فقد أعلن الأميركيون أن الفلوجة لا تمثل أهمية استراتيجية في الخطط العسكرية التي صمموها.
وأشار إلى أن معركة الفلوجة هي بمثابة طوق نجاة للحكومة العراقية التي تغرق سياسيا، وأكد أن العبادي توجه إلى الفلوجة "من أجل رص الصفوف داخل البيت الشيعي وضمان عدم انفجار الأوضاع في بغداد".
ولفت إلى أن سياسة كتم الأفواه واحتواء الشعب بلفت النظر عن الاحتجاجات إلى معركة الفلوجة كان الحل الوحيد أمام العبادي في هذه الظروف.