هل تنجح أميركا في فرض إرادتها بأبيي؟

Ethiopian United Nations peacekeepers patrol the outskirts of the disputed Abyei town that straddles the border between Sudan and South Sudan September 16, 2013. REUTERS/Andreea Campeanu (SOUTH SUDAN - Tags: POLITICS CIVIL UNREST)
قوات حفظ سلام أممية قرب أبيي (رويترز)

عماد عبد الهادي-الخرطوم

دفعت الولايات المتحدة الأميركية بمشروع قرار جديد إلى مجلس الأمن الدولي، تطلب فيه إطلاق يد قوات حفظ السلام بمنطقة أبيي المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان والمعروفة اختصارا بـ"يونيسفا". 

وحثت واشنطن في مشروعها الخرطوم وجوبا على تحديد المنطقة الحدودية الآمنة المنزوعة السلاح بين البلدين بصفة نهائية. 

ورأى مسؤولون سودانيون أن لا جديد في المشاريع الأميركية المتلاحقة بشأن أبيي، مشيرين إلى أن "يونيسفا" يُجدد لها دوريا عبر مجلس الأمن.

وظل السودان يعلن استعداده للجلوس مع الطرف الآخر في جوبا لمعالجة كل القضايا العالقة في الحدود أو غيرها من الملفات المهمة. 

وذكر مشروع القرار الأميركي أن الوضع الراهن في أبيي وعلى طول الحدود بين السودان وجنوب السودان لا يزال يشكل خطرا على السلام والأمن الدوليين، وأعرب عن قلقه من تأخر التفعيل الكامل للآلية المشتركة للرصد والتحقق من معالجة أمر الحدود.

بذل جهود
وبدا أن واشنطن مصرة على لعب دور جديد في المنطقة حينما حثت في مشروعها طرفي المعادلة -جوبا والخرطوم- على بذل مزيد من الجهد لتحديد خط الوسط للمنطقة الحدودية الآمنة المنزوعة السلاح بصفة نهائية، "بحيث لا يمس بأي حال من الأحوال الوضع القانوني للحدود".

نمر: حكومة جوبا تتعنت وتماطل(الجزيرة)
نمر: حكومة جوبا تتعنت وتماطل(الجزيرة)

وتُحمِّل كلٌّ من الخرطوم وجوبا الأخرى مسؤولية عرقلة تحديد المنطقة المنزوعة السلاح التي يبلغ طولها 2100 كلم بعمق ستة كيلومترات بجهة الشمال والجنوب من خط حدود الأول من يناير/كانون الثاني 1956.

وأكد رئيس اللجنة المشتركة للإشراف على منطقة أبيي حسن علي نمر استعداد الحكومة السودانية للجلوس مع الطرف الآخر لاستكمال بناء الاَليات المنصوص عليها في اتفاقية وقعت بين الجانبين في العشرين من يونيو/حزيران 2011. 

ولم يشأ نمر التعليق على مشروع القرار الأميركي، لكنه قال للجزيرة نت إنه بمقتضى اتفاق 2011 ستكون هناك منطقة منزوعة السلاح على الحدود بين البلدين، تشرف عليها وتراقبها قوات "يونيسفا" التي تعمل في ذات الوقت على حماية المواطنين من أي تدخلات خارجية. 

تعنت ومماطلة
واتهم المسؤول السوداني حكومة جنوب السودان بالتعنت والمماطلة في عقد اجتماعات اللجنة المشتركة لإنشاء المؤسسات المنصوص عليها في الاتفاقيات المبرمة بين البلدين. 

وطالب الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي بالضغط على حكومة جوبا للعودة للاجتماعات الدورية بما يؤدي لتنفيذ اتفاقية يونيو المعروفة. 

أرباب: لا جديد في المشروع الأميركي(الجزيرة)
أرباب: لا جديد في المشروع الأميركي(الجزيرة)

من جهته رأى الخبير السياسي ومحافظ أبيي الأسبق اللواء متقاعد عبد الرحمن أرباب أنه لا جديد في مشروع القرار الأميركي، لأن قوات اليونيسفا يتم التمديد لها دورياً من قبل مجلس الأمن الدولي بموجب قرار مشابه. 

ولم يستبعد أن يكون لأميركا رؤية مستقبلية بعيدة الأمد تهدف إلى استبدال قوات اليونيسفا -البالغ قوامها 5326 فردا- بقوات من القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا المعروفة اختصارا بالأفريكوم. 

وأشار أرباب في تعليقه للجزيرة نت إلى أن مهمة اليونسيفا هي مراقبة عشر نقاط في المنطقة المنزوعة السلاح بجانب المحافظة على الأمن في المنطقة الحدودية، وبموازاة ذلك يتم إنشاء المؤسسات التي نص عليها اتفاق 20 يونيو/حزيران 2011. 

بينما يرى الخبير في شؤون أبيي والحدود محمد عبد الله ود أبوك، عدم حياد واشنطن تجاه قضايا السودان وأبيي على وجه التحديد، مشيرا إلى أنها ظلت تشكل جزءًا من الأزمة بين السودان وجنوب السودان. 

ويقول للجزيرة نت إن الموقف الأميركي "دائما ما ينحاز لرؤية الطرف الآخر، مما يعني أن أي موقف يصدر منها هو قديم جديد بالنسبة للسودان". 

ويعتقد أنه كان على أميركا بدلا من طلب إطلاق يد يونيسفا، العمل على دعم الخرطوم وجوبا لأجل تجاوز عقبات ترسيم الحدود بينهما، معتبرا أن مطلب واشنطن ذاك سيجعلها جزءا من الأزمة "وبالتالي ستصبح المستهدف الأول في أي مواجهة بين طرفي النزاع".

المصدر : الجزيرة

إعلان