اليمين المتطرف يصعد انتقاداته لمسلمي ألمانيا قبل لقائهم
خالد شمت-برلين
وكررت بيتري في مقابلة مع صحيفة "بيلد أم زونتاغ" الصادرة اليوم الأحد رفضها لبناء المآذن وللأذان، وأضافت إليها كافة أنواع غطاء الرأس للنساء المسلمات بما فيها الحجاب، معتبرة أن هذه المظاهر لا علاقة لها بالممارسات الدينية الإسلامية.
وقالت إنها تعرف نساء "حررن أنفسهن ورفضن الحجاب" مضيفة "بالطبع هناك نساء ارتدين الحجاب عن قناعة، بينما يمثل الحجاب لأخريات رمزا للاضطهاد، ونحن لدينا مشكلة مع هذا الزي".
وجاءت تصريحات رئيسة "بديل لألمانيا" قبل يوم من لقائها رئيس المجلس الأعلى للمسلمين بألمانيا أيمن مزايك وأعضاء المجلس الذي دعا لهذا اللقاء. وبرر مزايك للجزيرة نت هذه الدعوة بالرغبة في معرفة سبب كراهية "بديل لألمانيا" للمسلمين، وأوضح أن هذا اللقاء سيركز على الحفاظ على قيم العيش السلمي المشترك في البلاد.
مخاوف
وكان الحزب اليميني الشعبي -الذي تأسس عام 2013 بدوافع معادية للوحدة الأوروبية وعملتها اليورو قبل تحوله للعداء للاجئين والإسلام- قد أعلن ببرنامجه السياسي أوائل الشهر الجاري أن الإسلام لا ينتمي إلى ألمانيا، مطالبا بحظر بناء المآذن والأذان والنقاب والختان.
وحذرت بيتري خلال المقابلة الصحفية من استمرار هجرة المسلمين لألمانيا وأوروبا، معتبرة أن استمرار "الهجرة غير المنظمة" مرتبط باستيراد التطرف الديني الذي سيمثل تهديدا لمكتسبات التنوير والنهضة، وأن تفضيل نصف المسلمين عند تخييرهم الشريعة على قوانين البلاد سيخلق وضعا خارج السيطرة ويشكك بالحقوق المدنية الأساسية لأوروبا، وفق قولها.
وفي نفس اللقاء الصحفي، قالت النائبة بالبرلمان ومفوضة الاندماج بـالحزب المسيحي الديمقراطي الحاكم جميلة يوسف إن بيتري مسؤولة عن تصاعد اعتداءات اليمين المتطرف بالبلاد.
وقالت جميلة -التي تعد أول نائبة مسلمة بالحزب المسيحي الديمقراطي- إن كلمات بيتري التحريضية وسياستها مسؤولان عن هجمات بقنابل المولوتوف وعن الإضرار بالبشر، واعتبرت أن "بديل لألمانيا" حزب متطرف وخطير ويحرض البشر ضد بعضهم ما قد يؤدي لتزايد الاعتداءات ضد المؤسسات اليهودية والمساجد ومراكز إيواء اللاجئين.
وأشارت مفوضة الاندماج إلى ملاحظتها لتزايد مظاهر العداء للإسلام بألمانيا، وقالت إنها تتلقى رسائل كثيرة من مسلمين عبروا عن إحساسهم بالخوف، ومن مسلمات شكين من مخاوف مماثلة تمنعهم من السير في الشارع بعد تعرضهن للبصق أو لمحاولة انتزاع حجابهن.