هل انتهى "شهر العسل" بين السيسي وإعلامه؟

عبد الله حامد-القاهرة
قبل ثلاث سنوات، مهدت وسائل الإعلام المصرية للانقلاب على الرئيس المنتخب المعزول محمد مرسي بهجوم شديد وسخرية واسعة، لكن الإعلام الذي ساعد الانقلاب يبدو أنه انقلب عليه الآن عليه، كما يقول محللون.
وقادت المذيعة في قناة "القاهرة" بالتلفزيون المصري عزة الحناوي أول هجوم صريح على السيسي في برنامجها المذاع على الهواء، قائلة "سيادتك ما بتشتغلش (لا تعمل)، ومفيش ملف حليته لغاية دلوقتي من يوم ما جيت".
لكن المذيعة الشابة أحيلت في اليوم التالي إلى نيابة أمن الدولة بتهمة إهانة رئيس الجمهورية والتخطيط للانقلاب على نظام الحكم.
الحناوي وإن كانت أول إعلامية تتهم السيسي بالفشل، فإن الإعلامي المثير للجدل توفيق عكاشة سبقها بأسابيع عندما طالب بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة قبل خراب البلد، وفق تعبيره.
كما شبّه الإعلامي إبراهيم عيسى مقولة السيسي للمصريين "اسمعوا لي أنا بس"، بمقولة فرعون موسى "وما أريكم إلا ما أرى".
وتكررت في خطابات السيسي مؤخرا تعليقاته الكاشفة عن ضيقه بالإعلام، ولعل أبرز تلك التعليقات قوله "ما يصحش كده"، والذي تحول إلى اسم لأحد البرامج التلفزيونية الساخرة تنشر إعلاناته في شوارع القاهرة.

سقوط كبير
القيادي في جبهة الإنقاذ مجدي حمدان الذي خرج سريعا من عباءة تأييد السيسي، رأى أن تزايد الاحتقان في الشارع المصري سببه وعود السيسي الواهية وإنجازاته الوهمية، وتحدثه كأنه مبعوث العناية الإلهية، مما يساهم في غضب أنصاره وكفرهم بقدرته على الإنجاز.
وأضاف للجزيرة نت أن ثورة 25 يناير حطمت قداسة منصب الرئيس. وبعيدا عن الإعلام الموجه من خلال الأجهزة الأمنية، فإن بعض الإعلاميين لديهم بالفعل النزعة الوطنية.
وتابع أن "السيسي ماض في فقدان شعبيته تباعا، فمداخلاته الهاتفية في البرامج وخطاباته الارتجالية، تساهم في تهاوي شعبيته".
وشدد حمدان على أن السيسي أحاط نفسه بحاشية من النظام السابق وجنرالات معينين في كل المواقع، ووظف مؤسسات الدولة لخدمة السلطة دون أن يحقق أي إنجاز على أرض الواقع، وهي أسباب كفيلة بتراجع شعبيته.
من جانبه أكد الناشط في حركة 6 أبريل الشبابية شريف الروبي، أن محاولات النظام زرع الهيبة المرعبة باعتقال المعارضين فشلت في الحفاظ على هيبته.

سقوط مدوٍّ
ورأى الروبي أن السقوط المدوي لهيبة النظام بدأت عندما سُمح بالتعدي على هيبة الوطن والمواطن عبر إعلام فاسد احتكر وطنية زائفة، اتهم شباب الثورة بالعمالة والإرهاب.
وأضاف لقد اعتقد السيسي أن شهر العسل سيستمر مع الإعلام، ولكن مع اختلاف المصالح بدأت الصراعات المشهودة، والتي أظهرت السلطة هشة إزاء رجال الفساد والإعلام الذين أهانوا النظام.
بدوره اعتبر رئيس تحرير تقرير التنمية البشرية الصادر عن الأمم المتحدة نادر فرجاني، أن ما يجري بيان إعلامي عن رحيل وشيك لنظام السيسي.
وتوقع -في حديث للجزيرة نت- أن تتابع هذه الإعلانات في المستقبل في ظل ارتفاع الإحباط وخيبة الأمل من أداء السيسي في الشارع، مشددا على أن ذلك لا يعني أن سقوط الحكم العسكري سيكون غدا بالضرورة.