تقدم للنظام بحلب ونزوح واسع من أحيائها الشرقية
شهدت أحياء محاصرة في شرق حلب حركة نزوح واسعة جراء تقدم قوات النظام في منطقة هنانو، بينما تحاول فصائل المعارضة التصدي لهجمات النظام والمليشيات المسنودة بالطائرات، حيث تسبب القصف الجوي في مقتل نحو خمسين شخصا وإصابة 325 آخرين بمدينة حلب وحدها السبت.
وأضافت المصادر أن عددا من العائلات النازحة سلمت نفسها لقوات النظام والمليشيات الموالية لها، ولم يُعرف بعد مصير هذه العائلات التي باتت في عداد المفقودين.
ونجح البعض في الهروب سيرا على الأقدام إلى جنوب حلب وإلى حي الشيخ مقصود ذي الغالبية الكردية في شمال المدينة، وذلك بعد ثلاثة أيام من القصف المتواصل.
وقال القيادي في حركة نور الدين زنكي المعارضة ياسر اليوسف إن المعارك ما زالت مستمرة في الجهة الجنوبية الشرقية من مساكن هنانو، لافتا إلى تكثيف قوات النظام قصفها في الساعات الأخيرة.
كما نقلت رويترز عن مسؤول في الجبهة الشامية التي تعد من أكبر فصائل المعارضة بحلب، أن المقاتلين يخوضون قتالا ضاريا لكن حجم القصف وشدة المعارك والقتلى والجرحى ونقص المستشفيات لعبت دورا في انهيار الخطوط الأمامية، كما أدان المسؤول "الصمت الدولي" وقال إن النظام يستغل الفترة الراهنة قبل تولي الإدارة الأميركية الجديدة السلطة.
وقال ناشطون إن قوات النظام تحاول اقتحام حيي الصاخور والحيدرية أيضا، مما قد يؤدي إلى فصل الأحياء الشرقية الخاضعة للمعارضة إلى جزأين، وقد تسعى لاحقا إلى اقتحام مساكن البحوث العلمية التي وصلت إلى مشارفها، مما يمكن أن يتيح لها التغلغل في أحياء المعارضة.
وأكدت شبكة شام أن المعارضة تصدت لهجمات في حي صلاح الدين وكبدت قوات النظام خسائر في العتاد والأرواح، وأنها قصفت أيضا معاقل قوات النظام في الأكاديمية العسكرية وضاحية الأسد، كما دمرت قاعدة صواريخ لحزب الله اللبناني في بلدة الزهراء.
وتسببت نحو 150 غارة شنتها طائرات روسية وسورية على الأحياء المحاصرة في حلب بمقتل نحو خمسين شخصا، بينما لا يزال عشرات الضحايا تحت الأنقاض إثر القصف الجوي، ولا سيما في أحياء الصاخور وكرم الطحان والقاطرجي، كما أحصى الدفاع المدني إصابة 325 شخصا بجروح.
وامتدت الغارات إلى عدة بلدات في الريفين الشمالي والغربي لحلب، مما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص في قرية كفربسين، وشخصين في المنصورة، واثنين آخرين في كفرحمرة، وقتيل في كل من دارة عزة ومعارة الأرتيق وبيانون، بحسب شبكة شام.