هزات بشمال المغرب تُثير الهلع بلا ضحايا

Some residents in their pijamas wait outside their residences in Melilla, Spanish enclave in northern Africa, early morning, 25 January 2016, after a 6.3 Richter scale earthquake shook Alboran Sea hitting southern Spain and northern Morocco. At least 15 people only had minor injures in Spain but some damages were caused. EPA/F.G. Guerrero BEST QUALITY AVAILABLE
بعض سكان مدينة مليلية غادروا بيوتهم خوفا على أرواحهم من تداعيات الزلزال (الأوروبية)

الحسن أبو يحيى-الرباط

أصيب 14 شخصا بكسور وجروح بمدينة الحسيمة (شمال المغرب) نتيجة ثلاث هزات ارتدادية ضربت سواحل مدينة الناظور فجر اليوم، أعقبت زلزالا بقوة 6.1 درجات على مقياس ريختر في البحر المتوسط بين إسبانيا والمغرب.

وقال المدير الجهوي لوزارة الصحة بمدينة الحسيمة عبد الرحمن بن حمادي للجزيرة نت إنه تم استقبال 15 حالة تتعلق 14 منها بكسور ورضوض، وحالة واحدة لسيدة حامل أصيبت بنوبة من الهلع، "وهي تخضع الآن للمراقبة"، مشيرا إلى أنه تم تسجيل حالة وفاة لشخص مصاب بالصرع لا علاقة لها بالزلزال.

ووقع الزلزال في منطقة قليلة العمق على بعد 62 كيلومترا إلى شمال مدينة الحسيمة المغربية و164 كيلومترا إلى جنوب شرق جبل طارق، ثم تلته هزات ارتدادية أعنفها كان بقوة 5.3 درجات بحسب المعهد الجيولوجي الأميركي.

وفضلا عن مدينتي الناظور والحسيمة القريبتين من مركز هذا الزلزال، امتدّ تأثير الهزات الارتدادية إلى عدة مدن مغربية، مثل طنجة وتطوان وفاس ووجدة والرباط والدار البيضاء.

واضطرت فئات عريضة من سكان مدن الحسيمة والناظور ومليلية إلى مغادرة بيوتهم وقضاء ما تبقى من الليل خارج منازلهم خوفا على أرواحهم من تداعيات هذا الزلزال.

زلزال الحسيمة (شمال المغرب) عام 2004 خلف مئات القتلى(الجزيرة-أرشيف)
زلزال الحسيمة (شمال المغرب) عام 2004 خلف مئات القتلى(الجزيرة-أرشيف)

خوف وهلع
وقالت عضوة بلدية الحسيمة سعاد الشيخي في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت إن قوة الزلزال ذكّرت المواطنين بالزلزال القوي الذي وقع بالحسيمة سنة 2004 وخلّف 631 قتيلا، مما أثار حالة من الخوف والهلع جعلت أسرا عديدة تغادر منازلها نحو الشارع، "بل إن شابين من قرية "إيمزورن" بالحسيمة حاولا الفرار من المنزل عبر النافذة خوفا من انهياره، قبل أن يصابا بكسور وجروح".

وقال الباحث في المعهد الوطني للجيوفيزياء ناصر جبور إن هذه الهزات تدخل ضمن استمرار النشاط الزلزالي الذي يعرفه شمال المغرب منذ 1994، "غير أن الهزات الأخيرة ستأخذ منحى تراجعيا خلال الأسابيع القادمة".
 
وأضاف جبور أن حدوث الزلزال في عرض البحر خفّف من آثاره الجانبية، ولم يكن له تأثير كبير على المباني، رغم أن سكان شمال المغرب وجنوب إسبانيا شعروا بها.
 
أمر متوقع 
من جانب آخر، كشفت الباحثة الجيولوجية ثريا المرابط أن هذا الزلزال كان أمرا متوقّعا "بحكم الاهتزازات التي تقع على مستوى الطبقات الأرضية بهذه المنطقة الزلزالية المعروفة تاريخيا، حيث إن تضاريس جبال الريف تتأثر بهذه الحركات، كما هو واضح من تاريخ المنطقة التي تعرف الزلازل منذ القرن الـ13 الميلادي.

وقالت المرابط إن مدن الشمال تقع تحت تأثير النشاط الزلزالي بهذه المنطقة؛ "فمدينة الحسيمة تشهد الزلازل منذ سنة 1693 على الأقل، والأمر نفسه بالنسبة لمنطقة باديس (منذ سنة 1524)، ومليلية (منذ 1579)".

المصدر : الجزيرة

إعلان