المعارضة تنتزع زمام المبادرة في ريف حلب
عمر يوسف-حلب
واستطاعت الفصائل المقاتلة أن تستعيد السيطرة على قرى ومناطق إستراتيجية كانت خسرتها في الأشهر القليلة الماضية، رغم كثافة القصف الروسي على نقاط الاشتباك ومساندته الجوية، حيث رأى قادة ميدانيون أن الأيام القادمة ستشهد المزيد من التقدم لإبعاد خطر اقتراب النظام من طريق حلب-دمشق الإستراتيجي.
عنصر المفاجأة
وفي ريف حلب الشمالي، يسعى تنظيم الدولة إلى إحكام قبضته على معاقل المعارضة الأكثر الأهمية، والقريبة من الحدود السورية التركية، بينما تطمح المعارضة إلى استعادة القرى التي يستحوذ عليها التنظيم، والتي تعد قواعد عسكرية له، يشن من خلالها الهجمات الواحدة تلو الأخرى.
وفي المعارك الأخيرة استعادت الكتائب المعارضة كلا من قرى الخربة وقرة كوبري وقرة مزرعة ودلحة وبغيدين وخلفتلي، وفق إستراتيجية عسكرية تهدف إلى إبعاد التنظيم عن الحدود السورية التركية.
وقال العقيد أحمد عثمان قائد فرقة السلطان مراد، إحدى الفصائل المقاتلة في ريف حلب الشمالي، "اتبعنا طريقة جديدة في العمل العسكري مع تنظيم الدولة، حيث نقوم بالهجوم ليلا، وهي ذات الطريقة المتبعة من قبلهم، ونعتمد فيها على التسلل إلى داخل القرى الخاضعة لهم معتمدين على عنصر المفاجأة".
وأضاف عثمان -في حديثه للجزيرة نت- "تشكل الألغام التي تزرعها عناصر تنظيم الدولة العائق الكبير في تقدمنا، بالإضافة إلى أسلوب المفخخات، وهي التي تجبرنا أحيانا على خسارة بعض المواقع، كما حدث في قرية غزل التي خسرناها بعد فترة قصيرة من السيطرة عليها اليوم (أمس)الخميس".
وعن العمليات العسكرية المستقبلية قال عثمان إنهم يحضرون أعمالا كبيرة في الريف الشمالي مع تنظيم الدولة، مؤكدا أن الأيام القادمة سوف تكون مبشرة بالنصر.
وطالب القيادي في المعارضة الفصائل العاملة في حلب بالصدق في العمل؛ فالأيام القادمة بحاجة إلى جهد مضاعف، فالروس يحضرون مع مليشيات الشيعة لأعمال مهمة في حلب، وفق تعبيره.
التفاف ناجح
ولم تمنع الطائرات الروسية وغاراتها المكثفة كتائب المعارضة من التقدم في الريف الجنوبي، حيث شنت عدة فصائل -أبرزها فيلق الشام وغرفة عمليات فتح حلب وجبهة النصرة- هجوما معاكسا، استعادت خلاله السيطرة على نقاط في محيط قرية خان طومان، بالإضافة إلى قتل وأسر عشرات العناصر.
وقال القيادي في حركة أحرار الشام الإسلامية أبو دجانة إن الفصائل المقاتلة نفذت التفافا ناجحا على قوات النظام، بعد صد هجومها الواسع والأخير الذي كان يهدف إلى التقدم وقطع طريق دمشق-حلب الدولي، وهو ما أبعد شبح الحصار عن نقاط المعارضة.
وأضاف القيادي في حركة أحرار الشام للجزيرة نت بالقول إن أبرز المناطق التي تمت استعادة السيطرة عليها خلال معارك أمس هي منطقة الأحراش في محيط قرية خان طومان، ومنطقة خزان المياه، بالإضافة إلى سبع كتل أبنية.
وعن الخسائر البشرية والعسكرية للنظام قال "تم قتل 22 عنصرا من جنود النظام، وأسر ثلاثة آخرين، بينهم ضابط برتبة عقيد".
ورأى أبو دجانة أن العيون تتجه نحو جبل عزان، كونه أهم نقطة كاشفة لكل الريف الجنوبي وأجزاء من ريف إدلب، وفي حال استعادته من النظام فقد ينسحب من معظم ريف حلب الجنوبي لأن نقاطه العسكرية سوف تصبح مكشوفة ناريا، بحسب قوله.