الاحتجاجات تعم السويداء والنظام السوري يغلقها
أفادت مصادر محلية للجزيرة بارتفاع عدد القتلى في مدينة السويداء جنوبي سوريا إلى 46 بينهم طفل جراء تفجيرين ومواجهات مسلحة في المدينة، فيما تواصلت المظاهرات المنددة بالنظام السوري بعد اغتيال زعيم درزي معارض الجمعة.
وقال مراسل الجزيرة في درعا محمد نور إن هناك تسعة قتلى لم يتم التعرف عليهم نظرا لتفحم جثثهم إضافة إلى عشرات الجرحى، مضيفا أن بعض ذوي القتلى توجهوا إلى الأفرع الأمنية واشتبكوا مع عناصر النظام السوري، مما أدى إلى مقتل عناصر من الطرفين.
من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن مسلحين دروزا قتلوا ستة من قوات النظام السوري أثناء الاحتجاجات الغاضبة.
وإزاء ذلك منعت قوات النظام الدخول والخروج من المحافظة وعمدت إلى قطع خدمة الإنترنت بشكل كلي عنها على إثر الاحتجاجات التي عمت المدينة، بحسب المصادر.
وقد أصدر زعماء محليون في السويداء بيانا قالوا فيه إن المحافظة أضحت خارجة عن سيطرة قوات النظام، وطالبوا باستمرار عمل المؤسسات العامة تحت إشراف إدارة ذاتية.
وقال مراسل الجزيرة في درعا محمد نور إن مفاوضات تُجرى حاليا بين النظام السوري و"شيوخ العقل" لمناقشة طلب المشايخ تسليم المدينة للنظام دون قتال.
وكانت الاحتجاجات اندلعت عقب مقتل المعارض وحيد البلعوس أحد مشايخ الطائفة الدرزية في انفجار استهدف وفد ما يعرف بـ"تجمع رجال الكرامة" داخل مدينة السويداء.
انتشار أمني
وقالت مصادر للجزيرة في وقت سابق إن قوات النظام أعادت تجميع قواتها بين المتحف الوطني والمربع الأمني بالمدينة. وأوضحت أن الأمن العسكري سلم مقره للثوار الذين سيطروا على مقر الشرطة العسكرية وأطلقوا سراح معتقلين، في حين ما زال الأمن الجنائي تحت سيطرة النظام، كما أن طريق دمشق السويداء مغلق.
من جهته، أكد المكتب الإعلامي للائتلاف الوطني السوري أن "تجمع رجال الكرامة" بمحافظة السويداء سيطر على جبل العرب وأبطل دور اللجان الأمنية التابعة للنظام، كما سلم الشؤون الأمنية للثوار في كل مدينة وبلدة من المحافظة، وذلك بعد اندلاع الاحتجاجات الجمعة.
وتحدث ناشطون بالمدينة عن سيطرة ثوار السويداء بشكل كامل على كل من فرع المخابرات الجوية والأمن العسكري والأمن الجنائي والشرطة العسكرية وفرع حزب البعث.
وكان البلعوس يتزعم مجموعة "مشايخ الكرامة" التي تضم رجال دين آخرين وأعيانا، وهدفها حماية المناطق الدرزية من تداعيات النزاع السوري المستمر منذ أكثر من أربع سنوات.
وللبلعوس دور في حل خلافات وقعت بين الدروز وفصائل في المعارضة، خاصة الناشطين في مدينة درعا المجاورة للسويداء.