تساؤلات عن دور دحلان بالإعلام المصري
عبد الرحمن محمد-القاهرة
أثارت زيارة القيادي المفصول من حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) محمد دحلان لمقر صحيفة "اليوم السابع" المصرية جدلا واسعا، لكونها الأولى من نوعها، ولما حظيت به من اهتمام واسع من قبل إدارة الصحيفة والعاملين فيها.
ووفق أحد مصوري الصحيفة، فإن الزيارة التي أجراها دحلان يوم الأحد الماضي لمقر "اليوم السابع" في القاهرة، سبقها اهتمام وإعداد غير مسبوق من القائمين على الصحيفة المعروفة بقربها من السلطات في مصر.
وأشار المصور الذي رفض الكشف عن اسمه إلى أنه رغم اعتياد صحيفة اليوم السابع على استضافة رموز سياسية ومجتمعية، فإن زيارة دحلان حظيت بتعامل خاص. فإلى جانب الاحتفاء الكبير، شارك في استقباله ومرافقته خلال زيارته للصحيفة جميع قياداتها وفي مقدمتهم رئيس تحرير الصحيفة خالد صلاح.
ورأى مراقبون أن الزيارة تأتي مقدمة لعلاقة أعمق بين رأس مال خارجي وصحف مصرية، مما سيكون له تأثيره على خطاب تلك الصحف، وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
مخالفة للعرف
وفي هذا السياق، رأت الباحثة الإعلامية هبة زكريا أن استضافة الصحف لشخصيات عامة أمر معتاد في العرف الصحفي، لكنها في هذه الحالة خرجت عن العرف لعدد من الاعتبارات.
وأوضحت في حديثها للجزيرة نت أن هذه الاعتبارات تتعلق بـ"طبيعة الشخصية (دحلان) حيث أن دوره في الثورات المضادة في دول الربيع العربي مثير للجدل، فضلا عن أنه في إطار معركة مع منافسين، لم تتح لهم الصحيفة فرصة مماثلة لعرض موقفهم".
ولفتت إلى أنه في إطار ما تمر به مؤسسات إعلامية مصرية من تعثر مالي، فإنه يتضح أن هناك معادلة جديدة يتم رسمها لإعادة تقسيم كعكتها على فاعلين جدد، بعد أن أثبتت التجربة المصرية تأثير الإعلام كقوة ناعمة في عمليات التغيير السياسي.
واتفق مع هذا الرأي رئيس المرصد العربي لحرية الإعلام، والأمين العام المساعد السابق للمجلس الأعلى للصحافة، قطب العربي، حيث قال إن "زيارة دحلان لصحيفة اليوم السابع الأكثر قربا من سلطة الانقلاب هي تدشين لمرحلة جديدة ودور أكبر وعلني له في الخريطة السياسية والإعلامية بمصر".
وأضاف في حديثه للجزيرة نت "الآن يخرج دحلان من خلف الستار إلى الواجهة مباشرة، حيث تواترت معلومات عن إقدامه على الدخول كشريك في بعض وسائل الإعلام المصرية، وربما تكون البداية في اليوم السابع".
وأضاف أن ظاهر الزيارة هو إجراء ندوة وحوار صحفي، لكن باطنها معاينة المكان والعاملين فيه والأصول التي يشملها، وأن هناك معلومات عن دخوله كبديل لرجل الأعمال محمد الأمين في بعض اﻻستثمارات الإعلامية الأخرى، متوقعا أن تمتد زياراته لوسائل إعلام أخرى كتدشين لعلنية دوره في الشأن المصري.
استبدال وإحلال
بدوره، اعتبر رئيس الأكاديمية الدولية للدراسات والتنمية ممدوح المنير أن الزيارة تأتي في إطار "سياسة الاستبدال والإحلال للمال في منظومة رجال الأعمال بمصر، بعد إجبار بعضهم على الهروب والتحفظ على أملاك آخرين، بهدف تحجيمهم قبل الانتخابات البرلمانية".
وأوضح، في حديثه للجزيرة نت، أن دحلان جاء محملا بأموال دولة عربية للسيطرة على بعض الصحف المصرية حتى تكون سبيلها للسيطرة على البرلمان المقبل من خلال دعم خياراتها فيه، وفق قوله.
في المقابل، رأي رئيس تحرير صحيفة المشهد، مجدي شندي، أن الزيارة "تم تضخيمها وتفسيرها بأشكال تتناسب مع هوى البعض في ضوء غياب أي معلومة حقيقية تؤكد ما يثار من شائعات حولها".
ورغم موافقته على اعتبار دحلان صاحب أدوار محاطة بالشبهات، فإنه لم يجد أي مبرر لانتقاد زيارته، مضيفا أن الصحف تستضيف يوميا صانعي قرار وتحاورهم.
ولم ينف شندي تلقي وسائل إعلام مصرية تمويلا من دول عربية، معتبرا ذلك "يمثل نوعا من العبث بالإعلام المصري، يضع شرفاء الإعلام بمصر في موضع شبهة".