المجر تعرقل ترحيل اللاجئين وتفاقم أوضاعهم
أفاد مراسل الجزيرة في بودابست بأن المنظمات المعنية بشؤون اللاجئين غير موجودة في موقع محطة القطارات, وأشار إلى انتشار كثيف للشرطة في المنطقة, وسط معاناة نسبة كبيرة من اللاجئين من النساء والأطفال من أوضاع قاسية.
وكانت السلطات المجرية منعت الثلاثاء المئات من اللاجئين من دخول محطة للسكك الحديدية شرقي بودابست للسفر إلى النمسا وألمانيا. حيث احتج عشرات اللاجئين على هذا الإجراء.
وقد أبدى عدد من اللاجئين السوريين امتعاضهم الشديد وانتقادهم لسلوك السلطات المجرية ومنعهم من العبور للدول المجاورة عبر القطارات رغم قطع تذاكر لهم.
ولم تكشف السلطات أي سبب وراء اتخاذ هذا الإجراء، الذي يتناقض مع سماحها لآلاف اللاجئين بالسفر إلى ألمانيا والنمسا الاثنين رغم أن بعضهم لم يكن يحمل تأشيرات دخول.
من جانبه قال سامر الزعين أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بودابست إن هناك مشاكل سياسية عميقة في المجر بسبب أزمة اللاجئين قد تؤدي إلى صعود القوى المتطرفة في مواسم الانتخابات المقبلة، وأضاف في لقاء مع الجزيرة أن الاتحاد الأوروبي سيعيد النظر بكل القوانين المتعلقة بقضية اللجوء ليجد حلا مناسبا للأزمة يتوافق مع هذه المرحلة.
يأتي ذلك بعدما أعلنت المجر أنها ستسجل جميع اللاجئين الذين يأتون إليها وتعيد الوافدين منهم لأسباب اقتصادية إلى البلد الذي دخلوا منه، وقال وزير الخارجية المجري بيتر زيجارتو للصحفيين "نخطط لتسجيل جميع المهاجرين بغض النظر عن حقيقة أن المجر ليست أول بلد عضو يدخلونه".
وأضاف "نتيجة التسجيل إذا كانت إيجابية فيمكن للاجئ أن يبقى، لكن إذا لم تكن إيجابية فلا يمكننا أن نوفر مأوى للمهاجرين الذين يأتون إلينا لأسباب اقتصادية، لا يمكننا تحمل هذا العبء، ولذلك سوف تتم إعادتهم إلى البلد الذي جاؤوا منه".
وأكد زيجارتو أن بلاده لا تؤيد نظام توزيع "المهاجرين" الذي وصفه بأنه يشجع الوافدين والمهربين.
مطالب بالرحيل
وقال مراسل الجزيرة محمد البقالي من أمام محطة القطارات في بودابست إن اللاجئين ما زالوا يتظاهرون أمام المحطة ويرددون شعارات تطالب بالرحيل وخروجهم مما يصفونه بالسجن، وسط مخاوف من تدخل الشرطة لفض الحشود بالقوة.
وذكر المراسل أن السلطات المجرية عمدت إلى إقامة أسلاك شائكة على حدودها مع صربيا لمنع مزيد من تدفق اللاجئين ونشر الآلاف من قوات الشرطة الإضافية.
وفي النمسا المجاورة دعت وزيرة الداخلية يوهانا ميكل لايتنر ألمانيا إلى توضيح موقفها بشأن قواعد اللجوء الأوروبية حتى لا يتعلّق اللاجئون في المجر بآمال زائفة.
في غضون ذلك، بادرت الأحزاب النمساوية إلى دعم مبادرات مدنية تهدف إلى تقديم العون للاجئين، وذلك عشية مسيرة في العاصمة فيينا للتعبير عن التضامن مع اللاجئين الذين تعرضوا لسوء المعاملة على يد سلطات المجر.
وكانت الشرطة النمساوية أكدت وصول 3650 لاجئا إلى العاصمة فيينا على متن قطارات قادمة من المجر، حيث سمحت السلطات المجرية أمس لآلاف اللاجئين ممن لا يحملون وثائق بالسفر إلى النمسا وألمانيا، وهما الوجهتان المفضلتان للكثيرين منهم، بعد منعهم طيلة الأيام الماضية.
من جهتها أكدت الشرطة الألمانية في وقت سابق وصول نحو أربعمئة لاجئ على قطار قادم من المجر عبر النمسا، كما وصل في وقت لاحق قطاران يحملان بضع مئات من اللاجئين معظمهم سوريون.
وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قد دعت دول الاتحاد الأوروبي لمزيد من المشاركة في تحمل عبء تدفق اللاجئين هذا العام، معتبرة أن فشل أوروبا في مشكلة اللاجئين سيؤدي إلى انهيار ارتباطها الوثيق بالحقوق المدنية العالمية.
وتشهد دول الاتحاد أزمة لاجئين غير مسبوقة حيث يحاول لاجئون من سوريا والعراق ودول أخرى عبور دول غرب البلقان إلى أوروبا الغربية فرارا من الأوضاع المأساوية في بلادهم.
وكانت مقدونيا المحطة السابقة للاجئين سببت أزمة غير مسبوقة لجيرانها ودول الاتحاد الأوروبي عندما استنفرت جيشها وأعلنت حالة الطوارئ أواخر أغسطس/آب الماضي لمنع عبور اللاجئين القادمين إليها من اليونان، وبعد سقوط جرحى في صفوفهم تراجعت هذه الأخيرة وسمحت بمرور 3500 لاجئ.