تأجيل مظاهرات بيروت إلى السبت

دعت قوى أهلية لبنانية إلى التظاهر مجددا في العاصمة اللبنانية السبت المقبل احتجاجا على أزمة النفايات التي تعاني منها البلاد منذ الشهر الماضي، وذلك بعد تعليق الاحتجاجات بسبب تصاعد المواجهات مع قوات الأمن وكثرة المصابين.
وتأتي الدعوة بعد أعمال شغب شهدتها بيروت إثر مظاهرة حاشدة أول أمس الأحد أدت إلى جرح 61 متظاهرا و99 عنصر أمن وفق قوى الأمن الداخلي، وإلى أعمال عنف اضطرت الحكومة إلى إقامة حواجز حول مقارها.
ولم يذكر منظمو الاحتجاج في مؤتمر صحفي بثه التلفزيون مساء أمس الاثنين مكان إقامة الاحتجاج السبت المقبل، لكنهم حثوا اللبنانيين في الداخل والخارج على المشاركة في الاحتجاجات.
ويعزو محتجون الفشل في حل أزمة النفايات -التي تسببت خلال الأسابيع الماضية في بقاء تلال من القمامة بالشوارع لتفوح رائحتها في طقس الصيف الحار- إلى التناحر السياسي والفساد.
وبدأت الحملة مستقلة عن الأحزاب الطائفية الكبيرة التي تهيمن على الحياة السياسية اللبنانية، في إشارة لتحول مشاعر الاستياء من طول حالة الجمود السياسي في لبنان إلى غضب مفتوح.
الخصومات الطائفية
وعانت حكومة رئيس الوزراء تمام سلام من حالة من التعثر جراء الخصومات السياسية والطائفية التي فاقمتها أزمات أوسع نطاقا في الشرق الأوسط، ومن بينها الحرب الدائرة في سوريا المجاورة.
وقال سلام أمس الاثنين في خطاب بثه التلفزيون "أنا بصراحة لست ولن أقبل أن أكون شريكا بهذا الانهيار، خلي (دعوا) كل المسؤولين والقوى السياسية يتحملون".
وأضاف أن "موضوع النفايات هو القشة التي قصمت ظهر البعير، لكن القصة أكبر بكثير من هذه القشة، هذه قصة النفايات السياسية في البلد".
وكان آلاف المحتجين قد نزلوا إلى شوارع بيروت مطلع هذا الأسبوع جراء أزمة النفايات في إطار حملة تحمل اسم "طلعت ريحتكم" ردا على القمامة التي تراكمت في بيروت وحولها الشهر الماضي عندما أغلق مكب نفايات دون الاتفاق على فتح بديل، ومع استئناف عمليات جمع القمامة لم يتم إيجاد حل.
ووجهت مدافع المياه وأطلقت قنابل الغاز المدمع لتفريق عدة آلاف من المتظاهرين بوسط بيروت، ورشق المحتجون شرطة مكافحة الشغب بالحجارة والعصي مع تصاعد العنف بالقرب من مكتب سلام بوسط المدينة.
وذكر الصليب الأحمر اللبناني أن 43 متظاهرا على الأقل نقلوا أول أمس الأحد إلى خمسة مستشفيات للعلاج بعد إصابتهم، في حين أفاد مصدر أمني بأن ثلاثين عنصرا من قوات الأمن أصيبوا أثناء المواجهات، أحدهم في حالة حرجة.
وتسببت مواجهات مماثلة السبت الماضي في إصابة 16 شخصا على الأقل بجروح وفق الصليب الأحمر، في حين أعلنت قوى الأمن الداخلي إصابة أكثر من 35 من عناصرها.