مؤتمر الأنبار يستهل "بالكراسي المتطايرة"

مؤتمر تحرير الأنبار يستهدل بعراك بين العشائر
مشاركون في المؤتمر يحاولون فض الاشتباك بين اثنين من شيوخ العشائر (الجزيرة نت)

علاء يوسف-بغداد

استهل مؤتمر "تحرير محافظة الأنبار" غرب العراق من تنظيم الدولة الإسلامية، مشوارَه بشجار بين الحاضرين من شيوخ المحافظة، تراشقوا فيه بالكراسي وتبادلوا التُهم بينهم.

وحدث الاشتباك بين رئيس مجلس العشائر "المنتفضة" فيصل العسافي وعدد من شيوخ عشائر الأنبار، بعدما اعترض الأول على صعود شخصيات -قال إنها مقربة من تنظيم الدولة الإسلامية- للمنصة والتحدث في المؤتمر.

وكان المؤتمر الذي عُقد في فندق الرشيد داخل المنطقة الخضراء التي تضم مقار حكومية وسفارات في العاصمة بغداد، قد بدأ أعماله صباح الأربعاء لمناقشة عملية "تحرير" المحافظة وتحسين العلاقة بين عشائرها في مواجهة تنظيم الدولة، ودعم القوات الأمنية العراقية في الحرب.

أثر سلبي
ويقول رئيس مجلس العشائر "المنتفضة" فيصل العسافي -الذي كان طرفا في اشتباك بالأيدي مع شخصيات أخرى من عشائر المحافظة- للجزيرة نت، إن "بعض الشخصيات المشاركة في المؤتمر كان لها أثر سلبي على الأوضاع في المحافظة، وساهمت بوصول الأمور إلى ما هي عليه الآن، لذلك رفضت وجودهم واعتلاء منصة المسرح والتحدث للحضور".

‪مال الله العبيدي: ما حدث يشوّه صورة المحافظة‬ (الجزيرة نت)
‪مال الله العبيدي: ما حدث يشوّه صورة المحافظة‬ (الجزيرة نت)

ويضيف أن هذه الشخصيات لها أقارب مرتبطون بتنظيم الدولة، وهناك بعض الحضور كانوا من المشاركين في ساحات الاعتصام بالأنبار، والتي اعتبر أنها نبعت منها مشاكل الإقليم، و"هؤلاء طالبت بأن لا يتسيدوا المؤتمر ويفكروا بمصالحهم الشخصية على حساب مصلحة أهل الأنبار".

ويشير العسافي إلى أن المؤتمر كان يريد بحث "تحرير" المحافظة وإعادة التواصل بين عشائرها، "لكن هناك من أراد أن يركب الموجة ويُعيد المأساة لأهالي الأنبار ويحصل على مكاسب شخصية بحجة الأوضاع في المحافظة".

وشارك في المؤتمر رئيس مجلس النواب سليم الجبوري ومحافظ الأنبار صهيب الراوي، بالإضافة إلى ممثلي البعثات الدبلوماسية في العراق، وشخصيات عامة ومهتمين بالملف الأمني في المحافظة، لمناقشة الجوانب الأمنية والإنسانية هناك.

ترميم العلاقات
من جهته، يقول الشيخ مال الله العبيدي، أحد شيوخ محافظة الأنبار -للجزيرة نت- إن "شيوخ وعشائر الأنبار الحقيقيين هم أولئك الذين يتواجدون في ساحات القتال، وليسوا المتواجدين في فنادق أربيل وعمان وبغداد"، واعتبر أن ما حدث من شجار، "يشوه صورة المحافظة ويؤخر عملية تحريرها".

ويضيف أن "العشائر تسعى إلى إعادة العلاقة وتوطيدها بين عناصرها بصورة أكبر في ظل الظروف الحالية، لكن البعض -بقصد أو بغير قصد- يعرقل تلك المساعي، وهذا ما لا نريده ولا نرضاه".

وترافق العراك الذي شهده المؤتمر مع اتهامات متبادلة بالعمالة والتخوين وتحميل المسؤولية بالتسبب في الأوضاع الحالية في العراق، بينما عمل آخرون على تهدئة الأجواء قبل الخروج من القاعة.

‪علي حسين: الركلات والشتائم هي مؤهلات بعض ساستنا‬ (الجزيرة نت)
‪علي حسين: الركلات والشتائم هي مؤهلات بعض ساستنا‬ (الجزيرة نت)

ويقول الكاتب الصحفي العراقي علي حسين، للجزيرة نت، إن "الركلات والشتائم الجاهزة هي مؤهلات بعض ساستنا ومسؤولينا".

ويضيف أن هذه العروض ملَّ منها الناس، لأنها تحولت شيئا فشيئا من التنافس السياسي إلى "مقاطع كوميدية رخيصة في صالات عرض من الدرجة الثالثة، وحين تصل الأمور إلى هذا الحد فهذا يعني أننا نعيش مرحلة الغيبوبة السياسية، واندفاع قطار الانتهازية المقيتة والحزبية الضيقة في أعنف صورها".

وتتسم محافظة الأنبار -التي تغطي ثلث مساحة العراق- بسيطرة عشائر تقطنها، منها الدليم والجغايفة والعانيين والراويين والكبيسات والحديثيين والبوفهد والجميلة.

وتنقسم عشائر الأنبار بين مؤيد أو منخرط في تنظيم الدولة ومناوئ أو مقاتل لها، وتقف قبيلة البوفهد في مقدمة العشائر المقاتلة للتنظيم، وكان شيوخ عشائر قد شاركوا في مؤتمرين أحدهما في الرمادي والثاني في الفلوجة، أعلن خلاله عدد كبير من الشيوخ مبايعتهم للتنظيم.

وسيطر التنظيم على الفلوجة مطلع العام الماضي، وعلى الرمادي منتصف مايو/أيار من هذا العام.

المصدر : الجزيرة

إعلان