فابيوس يصل إيران بعد موغيريني
وصل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إلى طهران في زيارة هي الأولى من مسؤول فرنسي منذ نحو 12 عاما، وسط انتقادات من التيار المحافظ في إيران لما يَعتبره موقفا متشددا من فابيوس في المفاوضات التي سبقت الاتفاق النووي الإيراني.
وقالت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء إن فابيوس وصل اليوم الأربعاء إلى طهران في زيارة لمدة يوم واحد يلتقي خلالها الرئيس الإيراني حسن روحاني.
وذكرت الوكالة أنه من المقرر أن يلتقي فابيوس أيضا نظيره الإيراني محمد جواد ظريف ووزير الصناعة محمد رضا نعمت زاده ورئيسة إدارة حماية البيئة معصومة ابتكار. في حين قال فابيوس إنه ينتظر أن يجري محادثات بشأن "كل القضايا" أثناء زيارته.
وأوضح فابيوس أن العلاقات توترت في السنوات الأخيرة، لكن الأمور الآن ستتغير بفضل الاتفاق النووي، وحمل دعوة من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى روحاني لزيارة فرنسا في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وكانت منسقة السياسات الخارجية في الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني أجرت أمس محادثات في طهران، حيث قالت إن تطبيق الاتفاق النووي الأخير سيكون بداية جيدة للحوار بشأن الملفات الإقليمية.
رفض المحافظين
وقال مدير مكتب الجزيرة في طهران عبد القادر فايز إن وصول فابيوس على رأس وفد رفيع لطهران استقبل من طرفين، الطرف الأول يعد الاستقبال الرسمي من قبل الخارجية الإيرانية حيث تولي اهتماما لهذه الزيارة في بعديها السياسي والاقتصادي.
وفي المقابل، كان هناك استقبال آخر واجهه فابيوس، حيث تجمع بعض الطلاب المحسوبين على التيار المحافظ عند بوابة المطار التي خرج منها فابيوس، متهمين فرنسا بأنها كادت تعطل الاتفاقية النووية، بالإضافة إلى اعتراضهم على بعض المواقف الفرنسية.
وعن الجانب السياسي للزيارة، أشار المراسل إلى إدراك إيران أهمية فرنسا في تطبيق الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة 5+1، والذي تأتي هذه الزيارة كتتويج لنجاحه، كما تدرك أهميتها داخل الاتحاد الأوروبي.
الأهمية الاقتصادية
وأكد المراسل على أهمية الجانب الاقتصادي للزيارة من الجانبين، حيث تعد بعض القطاعات المهمة محتكرة من قبل فرنسا، مشيرا إلى وجود ضغط من الشركات الفرنسية العملاقة على فابيوس للحصول على أكبر قدر ممكن من "الكعكة" الإيرانية.
من جهة أخرى، يسود انطباع إيراني بأن فرنسا وجهت "ضربة خائنة" للاقتصاد الإيراني حينما فرضت عقوبات على إيران فانسحبت بشكل سريع، ولا سيما أنها كانت تدير قطاعات صناعية كبرى مثل صناعة السيارات وغيرها.
وأوضح المراسل أن هناك توجها من قبل وزارة الصناعة الإيرانية وغيرها بإدخال إيطاليا وألمانيا في بعض الصناعات لتنهي مرحلة الاحتكار الفرنسي لبعض جوانب الاقتصاد.
وفي هذا الصدد، نقل المراسل تصريحات لرئيس مؤسسة التصنيع في إيران بأن هناك مفاوضات تجري مع ألمانيا لإدخالها إلى قطاع الصناعات.
كما أشار المراسل إلى أن أزمات المنطقة ستكون على طاولة المحادثات بين الطرفين، ولا سيما أن أصواتا من فرنسا نادت بأن تلعب طهران دورا في حلحلة أزمات المنطقة.