دعوات بإسرائيل.. الجولان مقابل الاتفاق مع إيران

الجيش الإسرائيلي يعزز وجوده في مرتفعات الجولان
الجيش الإسرائيلي يعزز وجوده في مرتفعات الجولان (الجزيرة)

وديع عواودة-حيفا

تطالب أوساط رسمية وغير رسمية داخل إسرائيل بعقد صفقة إستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل لتعويضها عن الاتفاق مع إيران، تشمل اعتراف واشنطن بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، لكن باحثين ومراقبين يعتبرون الفكرة غير عملية.

لا يستبعد وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان إمكانية أن تطالب إسرائيل أميركا بالاعتراف بسيادتها على الجولان السوري المحتل كجزء من تعويضها عن الاتفاق النووي مع إيران.

أردان الذي كان يتحدث لإذاعة الجيش اليوم يؤكد أن "إسرائيل لن ترضى بمقابل تكتيكي لاتفاق فيينا، كطائرات ومروحيات، مطالبا بتعويض إستراتيجي بمستوى التهديد الناجم عن هذا الاتفاق".

ويرى أن "مفاوضات التعويض مع واشنطن ينبغي أن تدور حول مواضيع مهمة مثل هضبة الجولان، وليس مساعدات عسكرية نظرا للتطورات بالشرق الأوسط".

‪‬ وزير إسرائيلي يطالب بالاعتراف رسميا بسيادة إسرائيل على الجولان(الجزيرة)
‪‬ وزير إسرائيلي يطالب بالاعتراف رسميا بسيادة إسرائيل على الجولان(الجزيرة)

صناعة الخوف
وتتزامن دعوات الوزير أردان المقرب جدا من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مع دعوات مماثلة صادرة عن عسكريين بالاحتياط وأوساط في اليمين أمثال الوزير المستوطن أوري أرئيل (البيت اليهودي).

وفي مقال نشرته صحيفة "معاريف" الإلكترونية اليوم يشير المستشرق الدكتور جاي بخور إلى حيوية الجولان كسد مانع أمام هجمات المنظمات الإسلامية في سوريا، ويتساءل "كيف كانت إسرائيل ستتدبر أمر حماية حدودها لو تنازلت يوما عن الجولان؟".

ويتابع "إن شرعنة احتلال الجولان مهمة في الصراع مع إيران، لأنها ستزيد هيمنتها في المنطقة ولا سيما في الهلال الشيعي المكون منها ومن العراق وسوريا ولبنان، مما يعني ازدياد التحديات أمام إسرائيل".

بالمقابل، يقلل مراقبون من جدية واحتمالات هذه التوجهات الإسرائيلية ويعتبرها رئيس مركز دراسات الأمن القومي في جامعة حيفا البروفيسور جابي بن دور فكرة غير واقعية وفارغة.

ويوضح بن دور للجزيرة نت أن هناك ما هو أهم من الجولان بالنسبة لإسرائيل التي يدعوها "لضمان أسلحة من الولايات المتحدة مضادة للسلاح النووي، وتعزيز قدراتها مقابل احتمالات تفاقم الخطر في المنطقة جراء تعاظم قوة إيران بعد اتفاق فيينا".

إعلان

كما يطالب بن دور بأن تتوصل إسرائيل لاتفاق مع الولايات المتحدة حول رد دبلوماسي وعسكري مشترك لهما بحال خرقت طهران اتفاق فيينا وتزايد الخطر بالمنطقة.

‪وإسرائيل توصلتا لاتفاق تعويض بمساعدات عسكرية بقيمة ملياري دولار‬ رون بن يشاي: (الجزيرة)
‪وإسرائيل توصلتا لاتفاق تعويض بمساعدات عسكرية بقيمة ملياري دولار‬ رون بن يشاي: (الجزيرة)

صفقة تعويض
ويوضح المحلل العسكري رون بن يشاي أن الولايات المتحدة وإسرائيل توصلتا لـ"اتفاق تعويض" عن تفاهمات فيينا مع إيران في مايو/أيار الماضي، يشمل مساعدات عسكرية قيمتها مليارا دولار.

ويوضح بن يشاي للجزيرة نت أن "هذه الصفقة تشمل قنابل وصواريخ ذكية وأسلحة متطورة أخرى، وتنقصها مصادقة الكونغرس الأميركي عليها".

ويتابع "لكن إسرائيل اليوم لا تكتفي بذلك، ويبدو أن الولايات المتحدة ستقدم مساعدات استثنائية كما وكيفا تزيد من الهوة بين الجيش الإسرائيلي وبقية الجيوش في المنطقة، أما مسألة الاعتراف بالسيادة فهذه ربما تغدو فكرة عملية إن عاد الجمهوريون للحكم بعد عامين".

وفي زيارته لإسرائيل التي اختتمت أمس أكد وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر أن واشنطن ستحافظ على "تفوقها النوعي"، وأن زيارته ترمز لثمانين سنة من التعاون والصداقة بين الأميركيين والإسرائيليين.

كارتر الذي لم يتطرق لتصريحات إسرائيلية بشأن اعتراف واشنطن في الجولان أكد أثناء زيارته للحدود الشمالية لإسرائيل أن اتفاق فيينا لا يعني إزالة الخيار العسكري، معتبرا إسرائيل الصديقة والحليفة الأولى.

من جهته، قال وزير الأمن الإسرائيلي موشيه يعلون أن إسرائيل تثمن شبكة العلاقات مع الولايات المتحدة، وتؤمن بتقاسمهما مصالح وقيم مشتركة رغم خلافات الرأي.

ولا يستغرب واصل طه رئيس التجمع الوطني الديمقراطي وعضو الكنيست السابق محاولة إسرائيل "استغلال اتفاق فيينا والفوضى الراهنة في المنطقة لابتزاز أميركا بالاعتراف بسيادتها على الجولان السوري المحتل لأطماع اقتصادية".

لكنه يستبعد قيام الولايات المتحدة بقبول السيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل، موضحا أنها "ملتزمة سياسة خارجية ثابتة قوامها عدم الاعتراف بالأرض المحتلة عام 67".

المصدر: الجزيرة

إعلان