الجمهوريون يتعهدون بعرقلة اتفاق نووي إيران

مي ملكاوي-نيويورك
وفي حين يبدأ الكونغرس بمراجعة ملف الاتفاق خلال ستين يوماً ليتم بعدها التصويت بالموافقة عليه أو رفضه، قال أوباما إنه يستخدم حق النقض (فيتو) ضد أي محاولة لوقف تمرير الاتفاق.
وبرر أوباما، في مؤتمر صحفي عقده أمس، موقفه قائلا "الاتفاق هو الأكثر حسماً، والذي يمنع إيران من الحصول على السلاح النووي". وأشار إلى أنه "ستتم إعادة العقوبات إذا انتهكت إيران التزاماتها، وأنه سيكون هناك تفتيش على مدار الساعة للمواقع النووية الإيرانية وكل بنيتها التحتية".
ولم يستسغ الحزب الجمهوري كلام أوباما وشن حملته لرفض الاتفاق وتمريره داخل الكونغرس، حيث قال النائب الجمهوري جون بوينر والذي يقود الحملة إنه "بدلاً من جعل العالم أقل خطراً، هذا الاتفاق سوف يمنح إيران -أكبر راعٍ في العالم للإرهاب- مزيدا من الشرعية لنظامها".

فيتو رئاسي
لكن تجاوز حق النقض الرئاسي للتصويت بالكونغرس ليس سهلا، وفق ما قال عميد كلية العلاقات الدولية بجامعة "بردجيورت" تومسون وارد في حديثه للجزيرة نت.
ويقول إنه "حتى يتم تجاوز الفيتو يتوجب تصويت ثلثي النواب ضد الرئيس في كل من مجلسي النواب والشيوخ". ويضيف أنه "تاريخياً 10% فقط من حق الفيتو الرئاسي تم تجاوزه من قبل الكونغرس".
وحول أسباب رفض الجمهوريين للاتفاق، أشار إلى "عوامل محلية ودولية تسهم في ميل الجمهوريين القوي لرفض هذا الاتفاق، حيث يعتقدون أن الرئيس أوباما ليس واقعيا في تقييمه للمسائل العسكرية والأمنية، وهم يستشهدون بقضايا متعددة كانسحابه من العراق، وانهيار اليمن وليبيا، وتبادل سجناء طالبان في أفغانستان، والتسرع لإغلاق سجن غوانتانامو".
ويضيف أن الجمهوريين قلقون من الانهيار الواضح للعلاقات بين أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولذلك فهم يرون هذا الاتفاق كتخبط جديد للرئيس".
ويرى وارد أن الديمقراطيين "يواجهون ضغطاً لإيقاف إلغاء الاتفاق، ويتم تذكيرهم بالحفاظ على سمعة وإرث الرئيس والحزب الديمقراطي". وعن شعبية أوباما وحزبه في حال نجح بتمرير الاتفاق، يؤكد أنه "يقويه وحزبه الديمقراطي، فهو يريد أن يبدو كرجل قاد أميركا والعالم للسلام وابتعد عن سياسة حافة الهاوية".

تأثير طفيف
وفيما يخص الرأي العام الأميركي وردة فعله تجاه الاتفاق، يذهب الأكاديمي الأميركي إلى أنه "يكون منقسما بين الرفض والقبول، فلم يعد لدى معظم الأميركيين ثقة بما يجري وقد تعبوا من الحرب، كما أنهم ليس لديهم أي فكرة عما جرى في كواليس اتفاق فيينا".
وحول تأثير تمرير الاتفاق داخل الكونغرس على المجتمع العربي في أميركا، قال المحلل الإستراتيجي أحمد غانم "إن العرب الأميركيين ليسوا مهتمين بالسياسة الأميركية الخارجية وهم يتابعونها عبر الشاشة فقط، والتأثير الفعلي للاتفاق لن يكون مباشراً، لكنه سيبدد مخاوفهم في الإعلام الأميركي، الذي كان يتخذ إيران فزاعة وربما يخفف الاتفاق من الهجمة الإعلامية ضد إيران وبالتالي ضد المسلمين".
واتفق المحلل السياسي أسامة أبو رشيد مع غانم، على أن التأثير لن يكون إلا سياسياً وفي داخل الكونغرس، لأن المجتمع الأميركي بعيد عن السياسة الخارجية، وحتى على مستوى معارضة الجمهوريين "فلن يكون التأثير كبيراً".
وأضاف "لا أظن أن هناك صلة مباشرة بين الاتفاق وبين التأثير على الواقع المعيشي للمجتمع العربي الأميركي لأن قضايا العرب كما الأميركيين تتمحور حول الحريات والحقوق الدستورية وليس السياسات الخارجية".