دموع وورود بلندن بذكرى العدوان على غزة

محمد أمين-لندن
واختار النشطاء تنظيم وقفتهم أمام مكتب رئيس الوزراء ديفد كاميرون وسط لندن، مؤكدين أن أرواح ضحايا العدوان ستبقى تطارد الجاني عبر العالم، وتناوبوا على قراءة 2400 اسم هم ضحايا العدوان وبينهم أكثر من 500 طفل.
وقال متضامنون إن حكومة بلادهم شريكة في قتل الضحايا الفلسطينيين بصمتها على جرائم القاتل، وطالبوا بمقاطعة إسرائيل والتوقف عن تسليحها.
وحملت مجموعة من الناشطات ورودا بأسماء الشهداء الأبرياء وفاء لأرواحهم، واختارت الناشطة البريطانية فكتوريا بريتن تسمية وردة باسم مستشفى "الوفاء" الذي دمّر بالكامل خلال العدوان، داعية لتذكر المستشفى وجمع المال لإعادة تشييده والتظاهر لتحقيق ذلك.
وقالت بريتن إنهم يتذكرون بحزن ضحايا الحرب، ويريدون إرسال رسالة لحكومتهم مفادها أن الاستمرار في دعم إسرائيل سيجعلها تعيد الكرة على غزة.
ولم تتمكن بعض المتضامنات مع فلسطين من حبس دموعهن خلال تلاوة أسماء الضحايا الأطفال، في وقت قامت أخريات بالتخفيف عنهن.

تحقيق العدالة
واختارت رئيسة حملة التضامن مع فلسطين سارة كولبون الصمت خلال الوقفة دون إلقاء كلمة "لأن الصمت يكون أحيانا أبلغ من الكلام"، وحملت بيدها كتيبا ضم أسماء ضحايا العدوان الذين تناوب النشطاء على تلاوة أسمائهم.
وقالت كولبون للجزيرة نت إن رسالتها للحكومة أنهم بوصفهم نشطاء يتذكرون جيدا مقتل أكثر من 500 طفل فلسطيني الصيف الماضي، ويتذكرون جيدا وجود مليون و800 ألف فلسطيني محاصرين في غزة، مطالبة إياها بالضغط على إسرائيل لإنهاء الحصار وتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني، كما شددت على ضرورة الوقف الفوري لإمداد إسرائيل بالسلاح.
وقال رئيس المنتدى الفلسطيني زياد العالول للجزيرة نت إنهم يتذكرون كل من سقطوا في الحرب على غزة، وحتى لا يكونوا مجرد أرقام فقد قرر النشطاء قراءة أسمائهم على التوالي، مضيفا أنه في هذا الوقت من العالم الماضي نزل عشرات آلاف البريطانيين إلى الشوارع تأييدا لفلسطين، لكن الحكومة لم تفعل شيئا.

شاهد إثبات
وتلا الصحفي الألماني مارتن لايغن، وهو يحمل الكاميرا التي صور بها ضحايا العدوان على غزة، جزءا من أسماء الضحايا.
وبصوت حزين غلبته الدموع قال لايغن للجزيرة نت إنه غطى الحرب الأخيرة كاملة، وروى كيف رأى الضحايا المدنيين يتساقطون، وكيف قتلت إسرائيل عشرة أطفال في حديقة قرب الشاطئ، حيث تابع بعدسته نقلهم إلى مستشفى الشفاء بغزة.
وأشار إلى أنه صوّر العديد من الضحايا الذين توفوا في المستشفى، وأن عدسته شاهد إثبات على تلك اللحظات، وقد جاء يوم الوفاء لتلك الأرواح البريئة.
وقال البروفيسور كامل هوّاش وهو نائب رئيس حملة التضامن مع فلسطين، إن هناك 2400 سبب لإقامة هذه الفعالية -في إشارة لعدد ضحايا الحرب- مشيرا إلى أن نحو 40 عائلة تم مسحها تماما من السجل العام بغزة، مؤكدا أن إسرائيل تقتل لأنها تعلم أن لا أحد سيوقفها.
وأشار في حديث للجزيرة نت إلى أنهم أرادوا أن يقتصر إحياء الذكرى على تلاوة أسماء الأطفال، لكن النشطاء قرروا تلاوة أسماء جميع الشهداء لأن من الصعب قراءة اسم طفل أبيدت عائلته دون ذكر تلك العائلة.