النازحون لكركوك.. قسوة البشمركة وغموض المصير

أحمد الأنباري-بغداد
وقد طالب مجلس محافظة ديالى الحكومة الاتحادية في بغداد بالتدخل لوقف "التجاوزات الإنسانية الخطيرة" التي يتعرض لها النازحون في كركوك.
وقال عمر العبيدي -وهو أحد النازحين إلى كركوك من ناحية العظيم التابعة لديالى- إن تعامل السلطات الأمنية في كركوك معهم بعيد عن كل القيم الإنسانية. وأضاف "مورست علينا شتى أنواع الضغط لترك كركوك والذهاب إلى المجهول".
وبين أن آلاف العائلات النازحة تتمنى العودة إلى منازلها لكن السؤال هو: هل هناك قرار بالعودة؟
وقال إنهم يدفعون ثمنا باهظا لجريمة ليسوا طرفا فيها "بل نحن ضحاياها، فالإرهاب لا ينتمي إلى قومية أو مذهب أو منطقة".
ودعا العبيدي سلطات كركوك إلى مراجعة قرارها بإبعاد النازحين من ديالى محذرا من إرغام العائلات على ترك كركوك تحت أي مبرر، مما يعني دفعها إلى الهاوية وخلق معاناة إنسانية إضافية.
يذكر أن آلاف العائلات نزحت إلى كركوك عقب سيطرة التنظيمات المسلحة على مناطق واسعة من ديالى، خاصة في حوض العظيم شمال بعقوبة، ولاحقا سيطرت المليشيات على هذه المناطق ومنعت عودة ساكنيها.
وقال أحمد سعيد -وهو نازح من ديالى- إن عناصر أمن أكراد تجولوا في أحياء كركوك وأبلغوا العوائل التي هجّرت من ديالى بمغادرة كركوك قبل نهاية الشهر الجاري، وأن من يخالف هذا القرار سيتعرض للمساءلة القانونية.
سعيد: عناصر أمن أكراد تجولوا في أحياء كركوك وأبلغوا العوائل بالمغادرة قبل نهاية الشهر الجاري |
ضرر إنساني
وأشار للجزيرة نت إلى استخدام عناصر وضباط من البشمركة ألفاظا "بذيئة" أثناء تعاملهم مع النازحين.
وأضاف أن عملية التهجير الجديدة بحقهم ستعرضهم لضرر إنساني ومادي كبير بعد دفعه أكثر من عشرة ملايين دينار عراقي (حوالي ثمانية آلاف دولار) كإيجار سنوي لمنزل كبير يؤويه مع إخوته وأقاربه وأفراد عائلاتهم.
وأوضح أن عددا من النازحين دخلوا في مشاريع وافتتحوا محال تجارية لتسيير أمور حياتهم اليومية، وسيضطرون بذلك لتركها بعد هذا القرار المفاجئ للبشمركة.
وقال قيس الجبوري -وهو نازح آخر- إن البشمركة أبلغت مجموعة من العوائل النازحة من أهالي ديالى بمغادرة كركوك.
وبين للجزيرة نت أن عشر عوائل من ديالى أجبرت على المغادرة على الرغم من أنها تمتلك دور سكن في كركوك، في حين تستعد عوائل أخرى للمغادرة بعد إبلاغها بذلك.
وأضاف الجبوري أن الجهات -التي أبلغت النازحين من أهالي ديالى بالمغادرة- عزت ذلك إلى "تطهير المحافظة من الإرهاب".

الكسب السياسي
من جانبه، أكد ريبوار طالباني نائب رئيس مجلس محافظة كركوك أن الأصوات التي تتحدث عن النازحين ومعاناتهم تهدف إلى الكسب السياسي.
وقال طالباني للجزيرة نت إن كركوك استقبلت أكثر من أربعمئة ألف نازح، ووفرت لهم السكن والعلاج والكهرباء على الرغم من عدم صرف مستحقاتها المالية والتحديات التي تواجهها.
وبرر الضابط في قوات البشمركة دلير سوران تهجير بعض العوائل العربية النازحة من كركوك بالإجراءات الاحترازية التي تقلل من احتمال تسلل عناصر إرهابية إلى داخل المحافظة.
وأكد للجزيرة نت أنهم أبلغوا النازحين قبل مدة مناسبة كي يرتبوا أوضاعهم ويتهيؤوا للرحيل من دون مشاكل.
وأبدى الضابط استغرابه من الضجة الإعلامية التي "يفتعلها البعض بحق الإجراءات الأمنية التي تتخذها البشمركة".
يذكر أن آلاف العوائل النازحة إلى كركوك لا يسمح لها بدخول مدينتي أربيل أو السليمانية الكرديتين وليس بمقدورها التوجه إلى مناطق صلاح الدين لأنها ساخنة، ولا تسمح لها المليشيات بالعودة إلى مناطقها في ديالى.