محمد أسد.. أول مركز إسلامي في غرب أوكرانيا

صفوان جولاق-لفيف
اسم المركز اعتبرته المدينة عرفانا متأخرا لشخص محمد أسد الذي ترك آثارا إنسانية وثقافية باقية، من أبرزها ترجمة معاني القرآن الكريم من العربية إلى الإنجليزية، ومجموعة من الكتب الفكرية والدينية، بحسب مسؤول في إدارة لفيف.
ولم يكن الاسم فقط مصدر الاهتمام، فالمركز يقع على شارع يحمل اسم سياسي يهودي، وعلى أطرافه عدد من الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية الأوكرانية والغربية.

رمز جديد
وفي كلمته بحفل الافتتاح، قال مفتي الإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا "أمة" الشيخ سعيد إسماعيلوف إن المركز رمز جديد لمدينة لفيف، يؤكد أنها مدينة منفتحة على جميع الديانات، وفيها يعيش أتباع تلك الديانات في تعايش حضاري سلمي، على حد وصفه.
وأضاف إسماعيلوف أن المركز حضن وحصانة لدين وهوية المسلمين، لافتا إلى وجود نحو ثلاثة آلاف مسلم يعيشون في لفيف والمناطق المحيطة بها، معظمهم من تتار إقليم القرم الذين نزحوا بعدما ضمت روسيا الإقليم إلى أراضيها في مارس/آذار 2014.
وبالإضافة إلى الأهمية الدينية والثقافية للمركز، طغى على كلمات المشاركين في الافتتاح التركيز على أهميته "للتعارف والحوار"، واعتبر بعض المتحدثين أن غرب أوكرانيا بات أقرب إلى المسلمين.
واعتبر مسؤول دائرة الأديان في لفيف تاراس دزوبانسكي أن "الدين والثقافة شيئان متكاملان، والدين الذي لا ينتج ثقافة ليس بدين"، داعيا إلى التعرف على الإسلام ودراسة ثقافات شعوبه الغنية.
أما ممثل الكنيسة الكاثوليكية الإيطالية في حفل الافتتاح الأب بافلو فقال إن "افتتاح المركز فرصة للتعرف على الإسلام عن قرب، والتواصل مع المسلمين في القضايا المشتركة".

مركز للحوار
بدوره قال سيران عريفوف مؤسس المركز ورئيس الهيئة التشريعية في اتحاد المنظمات الاجتماعية "الرائد" الذي يعد أكبر مؤسسة تعنى بشؤون الإسلام والمسلمين في أوكرانيا، إن "المساجد كانت ويجب أن تكون مراكز للحوار، وليس في ذلك ما يخالف تعاليم الدين أبدا".
وأضاف عريفوف أن السيرة النبوية أشارت إلى أن أتباع الديانات المختلفة كانوا يأتون إلى المسجد النبوي لسؤال الرسول والصحابة وللنقاش معهم دون حرج، مضيفا أن بناء جسور التواصل والحوار مع الغرب الأوكراني ذي الغالبية المسيحية الكاثوليكية من أبرز أهداف المركز الجديد.
ولأن الأزمة الأوكرانية حاضرة في جميع مجالات الحياة، ذكر بعض المتحدثين أن افتتاح المركز دليل على وحدة سكان لفيف رغم تنوعهم.
واعتبر الإمام عبد الغني في حديثه للجزيرة نت أن افتتاح المركز دليل على تمسك مجتمع لفيف بقيمة التعايش، "وهي قيمة توحدنا رغم الاختلاف، وتمكننا من تجاوز جميع الصعوبات، بما فيها الأزمة التي تمر بها البلاد".
من جهته اعتبر الشاب سفياتوسلاف أن الشعب الأوكراني يقدر للمسلمين وقوفهم ضد العدوان الروسي، "ولهذا كانت لفيف -ولا تزال- وجهة رئيسية لجميع الرافضين ضمَّ القرم إلى روسيا وتدخلها في الشرق، من التتار المسلمين وغيرهم".