خلايا شمسية بفلسطين.. تنير "عاطوف" وتحمي أرضها

عاطف دغلس-طوباس/الضفة الغربية
رأسا على عقب، انقلبت حياة الحاج الستيني عبد العزيز محمود (أبو مراد) بعد وصول الكهرباء إلى منزله في قرية عاطوف بمدينة طوباس شمال الضفة الغربية قبل سنوات، وازداد تشبثه بأرضه التي يسيطر الاحتلال الإسرائيلي على معظمها.
وبأحدث الطرق، استطاعت جهات مانحة وداعمة تشييد محطة لتوليد الكهرباء عبر الطاقة الشمسية، وهو ما عدّ شيئا نادرا ووحيدا مع بداية استخدامه عام 2005. وانضمت القرية لاحقا إلى محطة قطرية للكهرباء تتبع مدينة طوباس، ولكن دون الاستغناء عن الخلايا الشمسية.

استصلاح الأراضي
ويقول أبو مراد للجزيرة نت إن حياته باتت أفضل بكثير بعد توافر بعض وسائل الراحة في منزله، مثل الثلاجة والتلفاز وبعض الأدوات الكهربائية التي تعينه على الاستمرار في ظل الأخطار المحيطة.
وأضاف، أنه ظل هو وأبناؤه يتابعون أعمالهم ويزيدون من استصلاح أراضيهم بعد توافر خدمة الكهرباء التي ساعدتهم في تركيب مضخات لنقل المياه من الآبار والمناطق المحيطة لري زرعهم وإنارة منازلهم وبناء مؤسسات صحية ومدارس.
وبعد نحو ست سنوات من استخدام الخلايا الشمسية، نفذت شركة طوباس القطرية مشروعها وأوصلت الكهرباء إلى القرية، مما ساعد في تحسين الخدمات على مدار الساعة.
وأسهمت الخلايا الشمسية أيضا في تخفيف الأحمال الكهربائية المشتراة من الشركة القطرية، وبالتالي في توفير الأموال على أهالي القرية.

تخفيف الأعباء
ويقول المهندس عماد بريك من جامعة النجاح الوطنية -وهي الجهة المنفذة لمشروع الخلايا- إن عاطوف كانت الأولى من حيث تنفيذ المشاريع التي باتت تقدم على نطاق واسع في مختلف مناطق الضفة الغربية.
وأشار إلى أنها من بين مشاريع قليلة يتم دعمها بخلايا مركزية ككتلة واحدة، لا بشكل فردي "لكل مواطن وحداته الخاصة به".
وتحدث بريك عن أن الخلايا تزود الكهرباء القطرية بنحو 40% من حجمها، وهذا يخفف من أعباء المجلس القروي من حيث دفع مبالغ مرتفعة للكهرباء ويوفر الخدمة للمواطنين.
وأسهم المشروع -وفق رئيس المجلس القروي في عاطوف، بشار بني عودة- بالتخفيف اقتصاديا عن القرية التي يزيد عدد أهلها عن ثلاثمائة نسمة.
وأشار إلى أنهم كمجلس قروي يتحملون ثمن صيانة الشبكة بشكل شهري، وأن هذا يجعلهم يفرضون أسعارا معقولة ثمنا للكهرباء.

مشاريع مشابهة
وأوضح أن إسرائيل تصادر -من خلال وجود مستوطنتي روعيه وبقعوت، إضافة إلى معسكر لجيش الاحتلال- نحو 60% من أراضي عاطوف المقدرة بنحو 98 ألف دونم (الدونم يساوي ألف متر مربع)، ويخضع 40% مما تبقى من الأرض لسيطرة الاحتلال غير المباشرة، عبر حفر خنادق لمنع المواطنين من الوصول إلى أراضيهم.
وأضاف بني عودة، أن "إسرائيل تسعى لوضع يدها على ثاني أكبر حوض للمياه بالضفة الغربية في تلك المنطقة، من خلال تحويلها لمنطقة عسكرية خاصة بتدريبات الجيش ولاحقا تحولها لمستوطنات.
ويسعى بني عودة ضمن رفض مخططات الاحتلال الاستيطانية لتنفيذ مشاريع مشابهة قريبا في قرية الرأس الأحمر التابعة لعاطوف عبر خلايا شمسية منفردة (غير مركزية).
ورأى أن مثل هذه المشاريع تعزز صمود المواطنين على أرضهم، وقال إنها جزء يسير مما يحظى به المستوطنون، حيث المنازل المرفهة والمزارع الحديثة وكميات المياه التي تقدر بأكثر من 25 ضعف ما يحصل عليه المواطن الفلسطيني.
ودعا لمساعدة المزارعين بمشاريع أخرى تساعدهم على البقاء، مثل عمل شبكة مياه، وتعبيد الطرق، ودعم مشاريع استثمارية زراعية تحافظ على الأرض وتمنع مصادرتها.