تقرير: اضطهاد وقتل ممنهج لأطفال أصليي كندا

كشفت "لجنة الحقيقة والمصالحة" الكندية -في تقرير لها صدر أمس- أن خمسة آلاف و995 طفلا لقوا حتفهم في مدارس الكنائس الليلية، التي يؤخذ الأطفال عنوة من أسرهم ويرسلون إليها "للقضاء عليهم" بشكل ممنهج.
وأوضح رئيس اللجنة القاضي موراي سنكلير -في مؤتمر صحفي عقده الثلاثاء في أوتاوا بحضور عدد من السكان الأصليين الذين تلقوا دروسا في تلك المدارس- أن معظم الأطفال ماتوا في تلك المدارس جراء سوء التغذية والأمراض الأخرى.
وبحسب التقرير فإن "بعض الأطفال لقوا حتفهم نتيجة إجراء تجارب علمية عليهم، وآخرين قضوا أثناء تعرضهم لاعتداءات جنسية". ويشير التقرير أيضا إلى أن أربعين منهم قضوا في حرائق.
وأضاف سنكلير "لا توجد لدي كلمات للتعبير عن حجم المأساة والاعتذار، فالأطفال الذين أُخذوا من أمهاتهم وآبائهم عنوة للتعليم في تلك المدارس دفنوا في مقابر بلا شواهد، وأسماء أغلبهم مجهولة".
وشدد سنكلير على أن المصالحة ليست مشكلة السكان الأصليين فحسب، وإنما "مشكلة الشعب الكندي بأسره، وعلى الشعب أن يعرف ذلك جيدا".
ولفت القاضي الكندي إلى أن الممارسات التي تمت بحق السكان الأصليين في البلاد "أبعدتهم عن دينهم وثقافتهم وقيمهم وتاريخهم"، مضيفا "نرى الآن أن الآباء الأصليين عاجزون عن الرد على أسئلة أبنائهم بهذا الخصوص، لأنهم سلبوا منهم هوياتهم واحترامهم لذواتهم".
وأوضح التقرير -الذي يتجاوز ثلاثين صفحة- أن 24% من الأطفال لقوا حتفهم بعد انضمامهم للمدارس المذكورة بفترة وجيزة، لافتا إلى أن هذه المدارس أسست سنة 1883 كمراكز لتنفيذ مبدأ الدولة الفدرالية الذي يقول "اقضوا على السكان الأصليين وهم أطفال".
وبلغ عدد هذه المدارس 139 مدرسة، أغلقت آخر واحدة فيها عام 1996 في مدينة ريجينا، وكانت تستوعب نحو 150 ألف طفل من أطفال السكان الأصليين، بحسب الأرقام التي تضمنها التقرير الذي أشار في الوقت ذاته إلى أن 80% ممن أُخضعوا للدراسة في هذه المدارس لا يزالون على قيد الحياة.
وكان الزعيم الأكبر للسكان الأصليين في كندا بيري بيلغاردي، قد ذكر الثلاثاء أن أطفال القبائل في البلاد تعرضوا لإبادة عرقية ثقافية خلال تلقيهم التعليم في المدراس المذكورة.