هجوم سوسة.. ضربة موجعة لسياحة مأزومة

في المدينة العتيقة بمدينة سوسة الساحلية يسود الوجوم وحالة الصدمة بعد الهجوم الدامي الذي استهدف الجمعة فندقا في منطقة القنطاوي وخلف مخاوف من سنوات عجاف قد تضرب القطاع السياحي الحيوي الذي يعد مورد الرزق الأساسي لسكان المنطقة والعمود الفقري لاقتصاد البلاد.
في أحد محلات النحاس التقليدي، يتصفح التاجر علي السلطاني جريدة بحثا عن تفاصيل الهجوم، ويقول بمرارة "لم يعد هناك أمل. إنها ضربة قاتلة للسياحة"، مضيفا "ما زلت لم أستوعب بعد ما حصل أمس، إنها كارثة، لا أمل لسنوات عديدة"، في إشارة إلى المجزرة التي أسفرت عن مقتل 38 شخصا وجرح العشرات معظمهم سياح أجانب وتبناها تنظيم الدولة الإسلامية.
من جهته، قال تاجر النحاس كمال بن صادق "فقدت نكهة العمل. منذ أمس ننظر (نحن التجار) بعضنا إلى بعض من دون القدرة على فعل شيء. لسنا معتادين على هذه المجازر".
وفي 18 مارس/آذار الماضي تعرض متحف باردو الشهير وسط العاصمة تونس لهجوم دموي تنباه تنظيم الدولة ونفذه تونسيان أيضا وأسفر عن مقتل 22 شخصا هم رجل أمن تونسي و21 سائحا أجنبيا.
وقالت علياء التي تقطن في مدينة سوسة "إنه أمر مؤلم كثيرا. كنا نضمد جراح (هجوم) باردو وإذ بنا نتلقى ضربة أخرى أقوى". كما عبر عديدون عن تفهمهم لعدم إمكان عودة السياح إلى تونس لبعض الوقت.

حالة فوضى
وقال التاجر عماد التريكي "لو كنت مكانهم لما وطئت تونس مجددا في هذه الفترة (موسم الصيف). أمر طبيعي أن يغادروا بسرعة البلاد بعد هذه الكارثة. هل جاؤوا لقضاء عطلة أم ليموتوا؟".
ورأى التريكي أن ما يحصل في تونس هو "نتيجة لحالة الفوضى في كل القطاعات منذ الثورة" التي أطاحت مطلع 2011 بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.
وأضاف بمرارة "يكفي أن نشاهد سلوك الناس على الطرق، ورجال السياسة في التلفزيونات والموظفين في الإدارات لنلاحظ أنه لا شيء يعمل في البلاد، لا الأمن ولا الاقتصاد ولا السياسة".
وأكد أن عشرات السياح كانوا يزورون محله يوميا (قبل الهجوم) "لكن منذ أمس (الجمعة) فإن المحل كصحراء مقفرة"، مشيرا إلى أن عددا قليلا من السياح زاروا محلات مدينة سوسة العتيقة صباح السبت.
وقالت ماري وهي سائحة بريطانية يرافقها زوجها "بقي لي ثلاثة أيام (سأقضيها في تونس) وقد قررت، من باب الاحتياط، عدم الذهاب إلى البحر، لكني أريد إكمال عطلتي هنا رغم الاتصالات الهاتفية وضغوط عائلتي التي طلبت مني العودة".

إجلاء السياح
ومنذ الجمعة شرعت شركات سياحية في إجلاء زبائنها من تونس مثل البلجيكية "جيت إير" التي أعلنت أنها ستجلي بحلول مساء السبت ألفي شخص إلى بلجيكا.
أما شركة السياحة تومسون فأعلنت إرسال عشر طائرات إلى تونس لإعادة نحو 2500 سائح بريطاني، وإلغاء جميع الرحلات إلى هذا البلد الأسبوع المقبل.
وتعتبر السياحة أحد أعمدة الاقتصاد في تونس إذ تشغل 400 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر، كما أنها تساهم بنسبة 7% من الناتج المحلي الإجمالي وتحقق بين 18% و20% من عائدات تونس السنوية من العملات الأجنبية.
والجمعة، وصف الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي الهجوم بأنه "ضربة موجعة" لاقتصاد بلاده، فيما اعتبرته وزيرة السياحة سلوى الرقيق "كارثة" على السياحة.