انتقاد لتسييج الحدود الأوروبية أمام المهاجرين

خالد شمت-برلين
انتقدت أكبر منظمة حقوقية أوروبية لمساعدة اللاجئين شروع المجر وبلغاريا ببناء أسوار مرتفعة على حدودهما لمنع تدفق اللاجئين والمهاجرين غير النظاميين نحو أراضيهما.
وقالت منظمة "برو أزيل" الحقوقية الألمانية إن إعلان المجر الأسبوع الماضي تشييد سور بارتفاع أربعة أمتار على طول حدودها مع صربيا، واكب بدء بلغاريا بمد سور مماثل شيّدته على حدودها الخارجية حتى أراضي تركيا.
وأوضحت أن هذا الإجراء البلغاري دفع المهاجرين غير النظاميين الراغبين في الوصول عبر هذا البلد إلى أوروبا لسلوك طريق بحري شديد الخطورة في بحر "إيجه".
وأصدرت "برو أزيل" بيانا بهذا الخصوص بمناسبة انعقاد القمة الأوروبية في بروكسل اليوم وغدا. وقالت إن بناء هذين السورين في المجر وبلغاريا بالتزامن مع إعلان النمسا تجميد كل طلبات اللجوء المقدمة إليها مستقبلا يظهر تراجع التضامن في الاتحاد الأوروبي إلى أبعد المستويات.
وأشارت المنظمة إلى انتشار دعوات لإعادة الحدود الداخلية ومراكز التفتيش بين الدول الأوروبية. ودعت المنظمة القمة الأوروبية لإدراج أزمة اللجوء الإنسانية المتفاقمة في قلب مشاوراتها إلى جانب الأزمة المالية.

قارة الأسوار
وفي تصريح للجزيرة نت، قال الأمين العام للمنظمة غونتر بوركهاردت إن أوروبا لا ينبغي أن تصبح قارة الأسوار التي تسعى كل دولة فيها للابتعاد عن تحمل مسؤوليتها تجاه اللاجئين.
وتناقش قمة الاتحاد الأوروبي مسودة مشروع أعدته المفوضية الأوروبية لمواجهة التزايد الكبير في أعداد المهاجرين غير النظاميين الوافدين على إيطاليا واليونان، بتوزيع 40 ألفا من هؤلاء على دول أوروبية أخرى خلال عامين.
وأبدت بريطانيا وعدد من دول شرق أوروبا معارضة قوية لمقترح توزيع اللاجئين بالحصص خوفا من إلغاء معايير اتفاقية دبلن 2 المنظمة لإجراءات اللجوء بالاتحاد الأوروبي.
وتلزم هذه الاتفاقية المهاجرين القادمين لأوروبا بتقديم طلبات لجوئهم لأول دولة يصلون لها، وتتحمل هذه الدولة مسؤولية المهاجرين القادمين إليها.
معارضة بعض الدول لمحاصصة اللاجئين جعلت المفوضية الأوروبية تدعو لتنفيذها طواعية لفترة مؤقتة لصالح اللاجئين الذين هم في حاجة مؤكدة للحماية، في حين أن المهاجرين لأسباب اقتصادية سيتم ترحيلهم إلى بلدانهم التي قدموا منها.

إيطاليا واليونان
إيطاليا واليونان -اللتان تعدان الأكثر استقبالا للاجئين- طالبتا المؤسسات الأوروبية المعنية بمساعدتهما في التعرف على هويات المهاجرين القادمين وأخذ بصماتهم، والمساعدة في ترحيل غير النظاميين منهم لدولهم.
ووصل لإيطاليا واليونان منذ بداية العام الجاري نحو مئة ألف مهاجر غير نظامي. وناشدت منظمة برو أزيل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل المبادرة بتقديم حزمة مساعدات إنسانية فورية تشمل الغذاء واللباس والمستلزمات الطبية إلى دول الاتحاد الأوروبي الحدودية، لمساعدتها في استيعاب الأعداد الكبيرة من اللاجئين الذين يصلون إليها.
وطالبت بالسماح للمهاجرين الباحثين عن الحماية بالسفر للاستقرار في دول أوروبية أخرى غير الدول الحدودية التي يصلون إليها.
ونوهت المنظمة الحقوقية الألمانية إلى أن اليونان التي هزتها الأزمة الاقتصادية بعنف أصبحت عاجزة عن تقديم أي حماية أو بدائل للمهاجرين غير النظاميين الذين وصلوا إليها.
ولفتت إلى أن ألمانيا ينبغي أن تتحمل مسؤولياتها تجاه التدفق المستمر للسوريين والأفغان عبر اليونان وبلغاريا والمجر إلى وسط أوروبا.