الناتو يبحث زيادة قوات التدخل السريع

بدأ وزراء دفاع الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) سلسلة اجتماعات في مقر الحلف في بروكسل لبحث عدد من المسائل المتعلقة بسير العمل الداخلي للحلف وأنشطته في أوروبا والعالم. وتأتي هذه الاجتماعات وسط أنباء عن عزم الحلف زيادة عدد قوات التدخل السريع إلى أربعين ألفا.
ومن المقرر أن تتناول الاجتماعات أيضا إدارة العلاقات المتوترة مع روسيا والموقف في أوكرانيا، فضلا عن التهديد الذي يشكله تنظيم الدولة الإسلامية، وتقديم المساعدة والدعم للعراق.
وأكد الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ للصحفيين في بروكسل الأربعاء أن الحلف "لن ينساق إلى سباق تسلح"، مشيرا إلى أن التعزيز العسكري الجاري للحلف يهدف إلى الحفاظ على أمن دوله والرد على ما وصفها بالأعمال العدوانية الروسية في أوروبا.
وأشار ستولتنبرغ إلى أن القرار الأميركي بإيداع الأسلحة الثقيلة في شرق أوروبا هو إجراء دفاعي، رافضا التفسيرات التي مفادها أنها قد تكون خطوة استفزازية.
وأضاف ستولتنبرغ أن ضم روسيا جزءا من أراضي دولة أخرى وإرسالها الجنود والقوات والمعدات لزعزعة شرق أوكرانيا ليس عملا دفاعيا، وقال إنه "عمل عدواني"، وتابع "حلف الأطلسي يجب أن يرد حين تتغير البيئة الأمنية"، مذكرا بأن المعطيات تغيرت في الجهة الشرقية للحلف وكذلك في الجنوب مع ظهور تنظيم الدولة.
وأكد أن هذه الإجراءات "دفاعية ومتكافئة وتتناسب مع كل التزاماتنا الدولية".
نوع من الضجة
ولدى سؤال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون عما إذا كان الحلف وروسيا يتجهان إلى حرب باردة جديدة، قال للصحفيين "هذا نوع من الضجة يراد منه التحريض والتهديد، لكن من المهم أن الحلف يبقى ملتزما بالإرادة الجماعية للدفاع عن جميع أعضائه".
وكان الحلف قد قرر في فبراير/شباط الماضي أن يرفع عدد القوة إلى أكثر من الضعف لتصبح ثلاثين ألف جندي وملاح جوي وبحار بعد أن كان 13 ألفا.
ويتعين على الحلف أن ينشئ ضمن هذه القوات وحدة "رأس حربة" من خمسة آلاف عنصر قادرة على التحرك في غضون 48 ساعة.
والثلاثاء أعلن وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر أن واشنطن ستنشر مؤقتا أسلحة تشمل آليات قتالية والتجهيزات اللازمة في دول أوروبا الوسطى والشرقية.
وسارعت موسكو للتنديد بهذه الإجراءات التي أثارت مخاوف من عودة إلى مواجهة مثلما حصل في حقبة الحرب الباردة.
وأثار قيام روسيا قبل عام بضم القرم مخاوف في العديد من دول وسط أوروبا التي انضمت إلى الحلف بعد نهاية الحرب الباردة، وخصوصا دول البلطيق التي ظلت تحت سلطة الاتحاد السوفياتي السابق لنحو خمسين عاما.
كما أعلنت موسكو أنها ستعزز ترسانتها النووية عبر نشر أكثر من أربعين صاروخا جديدا عابرا للقارات قبل نهاية العام.
وتنفي موسكو تدخلها المباشر في النزاع الأوكراني المستمر منذ أكثر من 15 شهرا، والذي أودى بحياة 6500 شخص.