"أبطال كل يوم لسوريا" حملة تشيد بالمبادرات الإيجابية

ناريمان عثمان-عمّان
الحملة التي ستستمر لمدة شهر كامل عبر الإنترنت ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي وبدأت بمعرض للصور الضوئية، جاءت برعاية دائرة المساعدات الإنسانية والحماية المدنية (إيكو) التابعة للمفوضية الأوروبية، بالتعاون مع المجلس الدانماركي.
وتتناول الحملة قصصا لم يتم التطرق لها لأشخاص اعتبرتهم أبطالا، ويعيشون في دول الجوار السوري لكنهم يعملون يوميا لتحسين حياة اللاجئين، بعضهم أفراد من المجتمعات المضيفة وآخرون من اللاجئين كرسوا أوقاتهم لمساعدة أقرانهم.
محمود صدقة أحد هؤلاء -وهو مواطن أردني فلسطيني ومتطوع في عدة مشاريع لمساعدة الأطفال واللاجئين السوريين- قال إن العمل مع الناس لا يحتاج إلى بطولة، إنما يتطلب إنسانية واحتراما لهم، معتبرا أن الأمر بسيط فإما تكون إنسانا أو لا وسط كل ما تشهده المنطقة من تجاذبات سياسية وحروب.
وأضاف "الإنسانية لا تتجزأ، سواء ناحية أطفال سوريا أو أطفال غزة، فأنا لم أنس قضيتي الفلسطينية، لكن وجودي في الأردن يحتم علي أن أقف إلى جانب اللاجئين هنا".

دعم نفسي
أما ديمة ياسين -وهي معالجة فيزيائية أردينة تعمل على مساعدة الأطفال والنساء من مصابي الحرب في مركز سوريات عبر الحدود- فتقول إن علاقتها بهم مبنية على الصداقة، "فالمسألة ليست مجرد تمارين جسدية، إن لم يشعروا بالثقة والاطمئنان النفسي فلن يتحسنوا جسديا".
ميليا عيدموني من منظمة "أكشن إيد" قالت للجزيرة نت "منظمتنا قدمت الدعم لهذه الحملة، من أجل التركيز على الجانب الإيجابي للدور الذي يقوم به هؤلاء الأبطال، سواء كانوا سوريين أم لا، وفي الوقت نفسه هي لفتة لتوجيه الشكر للمجتمعات المضيفة لما تبذله، فلا ننكر أن بلدا مثل الأردن بموارده المحدودة يستضيف عددا كبيرا من السوريين".
سهى المرسال -من منظمة المجلس الدانماركي لإغاثة اللاجئين- كانت من ضمن الفريق الذي اختار القصص في دول الجوار السوري، تحدثت للجزيرة نت عن حالات إنسانية ملفتة صادفتها وقالت "في مخيم بأربيل التقينا بلاجئين لم يقبلوا أن يكونوا مجرد ضحايا، لقد بدؤوا بالمساعدة من خلال الأشياء البسيطة التي يملكونها من ثياب وطعام، واستفادوا من علاقاتهم التي تمكنوا من بنائها في محيطهم وبدؤوا بجمع المساعدات للاجئين جدد".

ظروف قاسية
وأضافت أنهم التقوا بأشخاص يؤدون أدوارا إيجابية لكنهم رفضوا الظهور لقناعتهم أنهم يؤدون واجبهم ليس إلا، وعن اللاجئين في لبنان أشارت إلى قسوة ظروفهم بسبب عشوائية التجمعات التي يعيشون فيها والسياسة المتبعة في التعامل معهم.
وركزت على أهمية الدعم المعنوي وتأثيره على اللاجئين، وأضافت أن "مجرد اهتمامنا بالاستماع لهم أثر فيهم، وهم بدورهم يساعدون أشخاصا آخرين، وأقل كلمة إيجابية يمكنها أن تؤثر فيهم، وخاصة أن اللاجئين يواجهون تحريضا إعلاميا ضدهم في أحيان كثيرة".
من جانبه يرى مدير المركز الدانماركي للاجئين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بيتر كلانسو أن "كل شخص من الأشخاص الذين سنسلط الضوء عليهم في هذه الحملة هو مصدر إلهام حقيقي لأولئك الذين لن يتوقفوا أبداً عن العمل من أجل تحقيق العيش الكريم للاجئين الذين ينتظرون إيجاد حل عادل لمحنتهم". ويعتبر القائمون على الحملة أن الرسالة الأساسية التي يريدون إيصالها للاجئين هي أن هناك من يهتم لأمرهم.