احتجاج بلندن على زيارة شيخ الأزهر بوصفه "عراب الانقلاب"

محمد أمين-لندن
الطيب أكد في حديث جمعه مع كبير أساقفة كانتربري على أن الإسلام براء مما تنسبه له "الجماعات الإرهابية"، وأنه وكل الأديان يدعو للتسامح والسلام والمحبة.
واعتبر الطيب أن التهديد الأكبر هو "الإرهاب الذي يتمدد في كل العالم"، محذرا من آثار أخطر إذا لم تتوفر الإرادة العالمية في التصدي له.
وتوزع معارضو الانقلاب في أكثر من مكان توقعوا أن يمر منه موكب الطيب، لكن كان واضحا أن هناك تشديدا على إخفاء مواعيد تحركاته وبرنامجه.

حملة لنظام السيسي
ويقول معارضو الانقلاب إن هذه الزيارة والتركيز فيها على الحديث عن "خطر الإرهاب"، تأتي ضمن حملة إعلامية مضادة يحاول فيها نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي الرد على حملات المعارضة، والتي أحرجته دوليا خاصة عقب سلسلة أحكام الإعدام الأخيرة بحق الرئيس المعزول محمد مرسي وعدد من رفاقه.
وقال أمين العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين، محمد سودان للجزيرة نت إن هذه الزيارة تأتي في إطار مهام اللجنة الخارجية المصرية التي تشوه صورة الإخوان وتبرر أحكام الإعدام.
وبحسب رأي سودان، فإن شيخ الأزهر يريد إثبات أن أحكام الإعدام هي جزء من الشريعة الإسلامية، وأن القانون مستمد من الشرع، وذلك لرفع الحرج عن السيسي.
وبشأن ما إذا كان شيخ الأزهر من بين عدة شخصيات سمح القضاء البريطاني بملاحقتها قضائيا، أوضح سودان أن الحكم الذي أخذه مناهضو الانقلاب يختص فقط بملاحقة جميع وزراء حكومة السيسي، أما الطيب فهو رجل دين وبالتالي فهو لا يدخل في إطار الملاحقة القانونية رغم كونه "أحد أركان الانقلاب".
وعاب القيادي على الطيب "اختباءه من المصريين"، عازيا ذلك إلى حرصه على الهرب من المظاهرات ومطاردة المنددين بجرائم النظام المصري.
وأكد المعارض المصري على وجود حملة إعلامية تقودها شركة إسرائيلية أميركية، تنظم فعاليات وزيارات متعددة بهدف تحسين صورة نظام السيسي، لكنه قال إنها غير مجدية.

احتجاج
وعلى وقع هذه الزيارة كانت مظاهرات محدودة للمعارضين تجوب أنحاء لندن، وقال الناشط المصري محمد الباشا للجزيرة نت إن تلك المظاهرات نظمت على عجل، لمحاصرة شيخ الأزهر كونه "أحد أركان الانقلاب العسكري".
ووصف زيارة الطيب بأنها تجري طي الكتمان وبعيدا عن الإعلام وتبدو وكأنها غير رسمية.
وعن الشعارات التي رفعت في المظاهرات قال الباشا إن المتظاهرين نددوا بدور الطيب في الانقلاب، ورفعوا صورا للرئيس محمد مرسي، وصورا رافضة لوجود الطيب في بريطانيا، وتجمعوا في أقرب منطقة بجانب السفارة المصرية بلندن حيث يعتقد أنه موجود.
وقد التقى شيخ الأزهر كبير أساقفة كانتربري جوستين ويلبي، الذي قال إن "رجال الدين متحدون معا بمواجهة الإرهاب"، كما ألقى كلمة بمجلس اللوردات شدد فيها على خطر التطرف عالميا، وعلى رغبة المسلمين في العيش بسلام وأمان.
ونقلت المواقع المسيحية -المتخصصة بمتابعة نشاطات كبير أساقفة كانتربري- اتفاق الطرفين على إجراء اجتماع سنوي بالتناوب بين لندن والقاهرة.