القضية الفلسطينية تطغى على منتدى أميركا والعالم الإسلامي

جانب من افتتاح منتدى أمريكا والعالم الإسلامي في الدوحة
جانب من افتتاح منتدى أميركا والعالم الإسلامي في الدوحة (الجزيرة)

محمد أزوين-الدوحة

وسط محاولات الولايات المتحدة حصر مشاكل المنطقة في برنامج إيران النووي ومحاربة الإرهاب تفرض القضية الفلسطينية نفسها وتطغى على جلسات اليوم الأول لمنتدى أميركا والعالم الإسلامي الذي انطلقت فعالياته بالعاصمة القطرية الدوحة.

ويشارك في المؤتمر سياسيون وباحثون وخبراء من الجانبين الأميركي والإسلامي.

وقال مشاركون من العالم الإسلامي إن علاقات الجانبين لا يمكن أن تكون طبيعية ما لم تغير واشنطن سياستها تجاه القضية الفلسطينية التي تحظى بإجماع الأمتين الإسلامية والعربية، منتقدين تجاهلها مأساة الشعب الفلسطيني الذي يقتل بالفيتو وبالسلاح الأميركيين.

دولة فلسطينية
وقال الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس الوزراء ووزير الداخلية القطري في كلمته إن الحل العادل للقضية الفلسطينية على أساس قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية سيزيح الكثير من الغيوم الملبدة في علاقة أميركا بالعالم الإسلامي.

وحذر من استمرار تجاهل إسرائيل القرارات الدولية وفرضها سياسة الأمر الواقع على شعب يسعى لاسترداد حقوقه التاريخية العادلة دون أن تتدخل القوة العظمى لحماية الشرعية الدولية وإعادة الحقوق إلى أصحابها.

وأعرب عن ثقته في أن تؤدي المصالح المتبادلة والمسؤوليات المشتركة بين العالم الإسلامي والولايات المتحدة في نهاية المطاف إلى ترسيخ فهم مشترك وعلاقات متميزة تؤكد في مضامينها على ضرورة مواصلة العمل لتعميق أواصر العلاقات على أسس من الحوار والتفاهم، وتعزيز أطر التعاون في المجالات كافة.

رؤى وتصورات
وفي السياق نفسه، قال كولن كال مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون الشرق الأوسط إن المنتدى يوفر منصة حقيقية للطرفين لجسر هوة الخلافات بشأن الملفات العالقة وإيجاد آليات تعين على فهم كل طرف لرؤية وتصور الطرف الآخر.

وأوضح للجزيرة نت أن الجانب الأميركي يدرك أهمية الملف الفلسطيني بالنسبة للعالم الإسلامي ويسعى دائما لإقناع الفلسطينيين والإسرائيليين بضرورة إيجاد حل توافقي على أساس الدولتين، ولكن علينا ألا نغفل قضايا أخرى ملحة، مثل البرنامج النووي الإيراني، ومحاربة الإرهاب ممثلا في تنظيم الدولة الإسلامية.

وأضاف لا يمكن للعالم الإسلامي أن يلقي بمشاكله كلها على سياسات واشنطن، فنحن ننفق مئات ملايين الدولارات لتحسين ظروف الملايين في هذا الجزء من العالم، وعلى أصدقائنا الاعتراف بمشاكلهم، والجلوس معنا للبحث عن حلول ملائمة بعيدا عن العواطف ونظرية المؤامرة.

الكتبي: باستطاعة أميركا الاستماع للجميع باستثناء العالم العربي (الجزيرة)
الكتبي: باستطاعة أميركا الاستماع للجميع باستثناء العالم العربي (الجزيرة)

إسرائيل والحلفاء
ونبه كال إلى أن الولايات المتحدة مستعدة للدفاع عن مصالحها في أي وقت، فكما أن لديها التزاما تاريخيا بأمن إسرائيل فإن لديها الالتزام نفسه بأمن حلفائها في المنطقة، وهذا ما أوضحناه للإيرانيين عند توقيعنا الاتفاق النووي معهم.

بدورها، قالت رئيسة مركز الإمارات للسياسات ابتسام الكتبي إن الهدف من هذه المؤتمرات هو محاولة تقريب وجهات النظر، "وكباحثة مهتمة بسياسات المنطقة تولدت لدي قناعة بأن أصدقاءنا الأميركيين لا يريدون الاستماع إلينا".

وأكدت في تصريح للجزيرة نت أنه باستطاعة أميركا الاستماع للجميع باستثناء العالم العربي، وهذا هو السبب الرئيس لفشل سياساتها في المنطقة المبنية على ما تراه يخدم مصلحتها ومصلحة إسرائيل حتى لو تضارب مع مصالح شعوب المنطقة.

واستشهدت باجتماعها بصحبة وفد من الباحثين العرب مع الوزير كولن باول ومستشارة الأمن القومي كوندليزا رايس قبيل غزو العراق عام 2003 ومحاولتهم تحذير صناع القرار الأميركيين من مخاطر غزو العراق وما يمكن أن يخلفه ذلك من سيطرة إيرانية على المنطقة وتوسيع دائرة الإرهاب، "لكنهم لم يستمعوا إلينا، وها نحن اليوم نحاول نقل وجهة نظرنا مجددا".

المعشر: المصالح العربية والأميركية تكون أحيانا على طرفي نقيض (الجزيرة)
المعشر: المصالح العربية والأميركية تكون أحيانا على طرفي نقيض (الجزيرة)

تضارب المصالح
من جهته، قال مروان المعشر السفير والوزير الأردني الأسبق "آن الأوان للشعوب العربية أن تدرك أن المصالح العربية والأميركية ليست واحدة، وأنها قد تكون على طرفي نقيض في بعض الأحيان، لذا علينا تشجيع ثقافة الانفتاح على الأميركيين لفهم تفكيرهم".

وأعرب عن أسفه لتحييد الإدارة الأميركية الحالية النزاع العربي الإسرائيلي والانشغال بأمور أخرى رغم مركزية القضية الفلسطينية، داعيا الجانب الأميركي إلى المساهمة في حلها عن طريق فرض الحل على الإسرائيليين.

ودعا المعشر الشعوب العربية والإسلامية لتحمل مسؤولياتها تجاه ترسيخ الديمقراطية والحريات العامة في العالمين العربي والإسلامي، لأنها مسؤولية عربية إسلامية، وليست مسؤولية أميركية.

المصدر : الجزيرة

إعلان