بدء نزوح العلويين من دمشق إلى الساحل

عمر أبو خليل-ريف اللاذقية
وأشار الإعلامي الذي فضّل عدم ذكر اسمه، إلى أن الطلب أرفق بتوجيه يقضي بضرورة توجه عائلات الضباط إلى مدينة طرطوس حصرا، وقد خصص النظام شاحنات عسكرية لنقلها، في حين طلب من بقية العائلات التوجه إلى قراهم التي قدموا منها من قبل إلى دمشق.
ولفت إلى أن عددا كبيرا من العائلات العلوية استجابت للأوامر وتركت دمشق وتوجهت إلى الساحل، وقد شوهدت مئات الشاحنات المحملة بأثاث المنازل تصطف على حواجز النظام على مدخل دمشق الشمالي بانتظار التفتيش للمغادرة.
غموض وخوف
وقال الصحفي إن العلويين في دمشق يعيشون حالة هلع غير مسبوقة، وأكثرهم لا يعرف ما الذي يجب عليهم فعله، فمنهم من قرر البقاء بدمشق، ومنهم من سافر إلى لبنان عن طريق معبر المصنع.
وأفاد الناشط محمد البانياسي بوصول عائلات عشرات الضباط إلى مدينة طرطوس، وتوزعها بين نادي الضباط والفنادق، ومنها من نزلت عند أقارب، وتمتلك أخرى منازل سكنت فيها.
واستغرب البانياسي نزوح العلويين من دمشق إلى الساحل، في الوقت الذي يغادر فيه كثير من علويي الساحل إلى حي جبل محسن في طرابلس وإلى الضاحية الجنوبية من بيروت.
وعبّرت أم باسل -زوجة ضابط قدم إلى طرطوس- عن خوفها الشديد مما يجري، وأشارت إلى جهلها بسبب طلب المخابرات منهم مغادرة دمشق، وأن عدم توضيح السبب أربك العلويين وجعلهم في حيرة من أمرهم ولا يدركون ما عليهم فعله.
وقالت في حديث هاتفي أجرته معها الجزيرة نت "منذ بدأت المعارك في سوريا لم نعرف الراحة يوما، قذائف تسقط علينا، ونعيش الخوف من موت زوجي على الجبهات، واليوم يرحلوننا من دمشق، نريد لهذا القلق أن ينتهي لكي نعيش بسلام".

الدويلة العلوية
ورجح مدير المكتب الإعلامي للهيئة العامة للثورة في الساحل طارق عبد الهادي أن يكون ترحيل العلويين من دمشق إلى الساحل مقدمة لإعلان نقل العاصمة إلى طرطوس، وخطوة متقدمة على طريق إعلان الدويلة العلوية.
ورأى أن تطورات المعارك الأخيرة على الجغرافية السورية تؤشر إلى تزايد احتمالات تقسيم البلاد، لا سيما مع توقف الثوار عند حدود سهل الغاب وعدم مهاجمة الساحل الذي بات على مرمى حجر، رغم توافر الإمكانات.
ويعتقد طارق بوجود توافق دولي مرحلي يقضي بتجميع العلويين في منطقة الساحل لحمايتهم عند سقوط النظام عبر قوات فصل دولية أو عربية.
وحذر في الوقت نفسه من خطورة تصديق جميع الإشاعات التي تتزايد في هذه الآونة بشكل كبير، وأكد أن أكثرها يطلقه النظام بهدف تشويه سمعة إعلام المعارضة.
وتأتي خطوة ترحيل العلويين من دمشق عقب توحد أكبر فصيلين عسكريين في الغوطة الشرقية بريف دمشق، وانتشار خبر نسب إلى قائد جيش الإسلام نيته مهاجمة دمشق خلال أيام، وهو ما نفاه الناطق باسم الجيش لاحقا.
ويرجح ناشطون أن يكون للعرض العسكري الكبير الذي نفذه جيش الإسلام بريف دمشق دور كبير في قرار النظام السوري نقل العلويين فورا ونقل العاصمة قريبا إلى الساحل، خشية اقتحام دمشق والسيطرة عليها.