سكان اليرموك يطالبون بتحييد المخيم

سلافة جبور-دمشق
بدوره قال أبو محمد، وهو أب لستة أطفال، إن خروجه وعائلته من المخيم يعني تشرداً جديداً لهم، ويعتبر ذلك أمرا مرفوضا رغم الأوضاع المعيشية الصعبة، مؤكدا انتمائهم للمخيم ورغبتهم في المحافظة على ما تبقى منه، أملا في تحييده في النزاع الدائر في البلاد وعودة الحياة إلى طبيعتها.
وتعرض "اليرموك" الذي يُعد أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في سوريا لهجوم من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الموجودين في حي الحجر الأسود الملاصق مطلع أبريل/نيسان الماضي، مما أدى لاندلاع مواجهات عنيفة مع الفصائل المعارضة المقاتلة بالمخيم وعلى رأسها كتائب أكناف بيت المقدس.
واستغل النظام الذي يحاصر المخيم منذ حوالي عامين تلك المواجهات، ليكثف قصفه على المخيم بالبراميل المتفجرة والصواريخ، الأمر الذي دفع مئات العائلات للمغادرة إلى مناطق الجنوب الدمشقي المحاصر المجاورة.
وقال عمار القدسي، الناشط الإعلامي الذي يعيش داخل المخيم، إن آخر الإحصائيات "تشير إلى وجود نحو خمسة آلاف مدني أصروا على البقاء في المخيم، وذلك بعد حالات النزوح إلى مناطق الجوار والتي ازدادت في الأيام الأخيرة بسبب القصف العنيف لقوات النظام، ويعيشون أوضاعاً إنسانية مأساوية وذلك لعدم توفر أي من مقومات الحياة من الناحية الغذائية والصحية".

حصار
وتابع القدسي في حديثه للجزيرة نت "لا يوجد حالياً أي هيئة أو مؤسسة تعمل على خدمة المدنيين داخل المخيم. ولم يفتح النظام أي معبر لدخول المساعدات الإنسانية إليهم، مكتفياً بضخ تلك المساعدات لمن نزح خارج المخيم لمناطق الجوار في الجنوب الدمشقي، وبإمكان النظام فتح طريق لإدخال المواد الضرورية، لكنه يمنع ذلك تحت ذريعة وجود تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة في المخيم".
وأشار إلى التصعيد العسكري الذي شهده المخيم الأسبوع الماضي حيث قصفت قوات النظام المخيم بالبراميل المتفجرة والصواريخ الموجهة، إضافة لاستهدافه بالمدفعية وقذائف الهاون من عيارات مختلفة، في وقت تستمر فيه الاشتباكات بين القوى التي تتنازع السيطرة على المخيم، وهي قوات النظام والفصائل الفلسطينية الموالية له من جهة، والفصائل المعارضة المقاتلة وجبهة النصرة من جهة، إضافة لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.
ويرى القدسي أن مطالب المدنيين داخل مخيم اليرموك هي عبارة عن توقف القصف وإدخال كافة أنواع المساعدات الإنسانية، إضافة لفتح معبر المخيم مما يسمح بعودة الأهالي النازحين عنه. وتتوج تلك المطالب بالهدف الأكثر أهمية وهو تحييد مخيم اليرموك بشكل تام عن الصراع الدائر في سوريا منذ ما يزيد على أربعة أعوام.
وينبه إلى أن معظم أهالي المخيم يلقون باللوم بالدرجة الأولى على الفصائل الفلسطينية داخله، ومن ثم منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية، كما أنهم ينظرون إلى كل من حمل السلاح داخل المخيم بأنه يتحمل مسؤولية عن الأوضاع المأساوية التي يعيشونها اليوم.