قلق مقدسي من التصفيات العشوائية

أسيل جندي-القدس المحتلة
واعتمدت قوات الاحتلال مؤخرا سياسة إطلاق النار وتصفية كل مقدسي تشتبه بنيته تنفيذ عملية دهس أو طعن، حتى وإن لم تُظهر الوقائع على الأرض وكاميرات المراقبة ذلك.
وقد أدى هذا الوضع لحالة من الترقب والقلق لدى المقدسيين لشعورهم بأن أيّا منهم قد يكون الخبر العاجل القادم على وسائل الإعلام.
وتقول أم صالح "أصبح أفراد الأسرة ينظرون بعضهم لوجوه بعض صباح كل يوم قبل مغادرة المنزل، خوفا من أن تكون رصاصة الغدر أقرب من عودة أحدهم سالما".
وتابعت قائلة "عندما يُقتل إسرائيلي تتسابق دول العالم في الشجب والاستنكار، بينما لم نسمع كلمة تنديد واحدة من أي دولة تستنكر إعدام الشهيد عمران أبو دهيم بدم بارد على يد شرطة الاحتلال قبل أيام".

سيطرة الخوف
وتتساءل: أليس إنسانا؟ أم أن دم الشعب الفلسطيني رخيص ولا يستوجب تحريك ساكن؟
ويرى المقدسي أبو عمر أن نصر الخوف الذي يسيطر على الإسرائيليين سواء كانوا مدنيين أو عسكريين يدفعهم للتصرف بحدة في كل المواقف حتى إن لم تكن تستدعي ذلك.
ويقول "لا أستبعد إن انحرفت يوما أثناء قيادة السيارة على مسلك القطار أن يتم قتلي بلحظات، فالهواجس أصبحت تطاردنا يوميا".
ويشعر طلال النشاشيبي بالقلق الدائم على زوجته ويمنعها من الخروج بمفردها، كما أنه لم يعد يسمح لأطفاله باللعب حول المنزل "حتى لا يكون أحدنا اسم الشهيد القادم في عملية تصفية ظالمة". ويقول إن الاحتلال لا يفرق بين طفل وامرأة وشاب.
أما زهدي عليان الذي يعمل أستاذ سياقة، فيقول إنه يشعر بالخوف الشديد على طلابه أثناء التدريبات، "فربما تستقر في جسد أحدهم رصاصة لأنه فقد السيطرة على المقود".
ويستغرب أنه في كل دول العالم تحدث أخطاء أثناء القيادة وربما خلل في الطريق بينما في القدس يتحمل الناس مسؤولية كل خطأ وخلل.

خطر حقيقي
وقال الخبير في شؤون القدس جمال عمرو إن السكان يشعرون بخطر حقيقي، وأصبح إطلاق النار لا يقتصر على وقوع مواجهات بل تعدّى ذلك لإزهاق أرواح بريئة بينما تُمنح البراءة للقاتل بكل بساطة.
وأضاف للجزيرة نت أن المقدسي يشعر بأن المحتل عمّم على قواته "قواعد اشتباك جديدة" وهي سهولة إطلاق النار لمجرد الشك.
وقال إن تكرار حوادث القتل جعلت كل مقدسي يعتقد أنه "ربما يكون الخبر العاجل القادم"، وأضاف أن المحتل بدأ عمليات تصفية جسدية من شأنها إفقاد السكان الثقة بمفهوم الحياة والسلم المجتمعي، "فالحكومة تقتُل والمستوطنون يَقتلون".
وقال عمرو إن المستقبل القريب يشي بتدهور مؤلم في حقوق الإنسان المقدسي، وتداعيات ذلك خطيرة في ظل عدم قدرته على الاستنجاد بأحد من داخل أو خارج فلسطين.
أما على المدى الطويل، فيرى أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب من الجرائم ما يكفي لإزالته من الوجود، و"طالما الشعوب تتململ فالمنطقة برمتها على صفيح ساخن ورمال متحركة ليست لصالح الاحتلال".