مناشدة أممية لإغاثة مهاجرين عالقين بالبحر بشرق آسيا

وجه مسؤولون كبار بمنظمة الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، نداء ملحا لقادة إندونيسيا وماليزيا وتايلند للموافقة على نزول مهاجرين عالقين بعرض البحر إلى سواحل بلدانهم، وسط أنباء عن وجود الآلاف من المهاجرين غير النظاميين، خاصة من طائفة الروهينغا المسلمة عالقين منذ أيام ببحر أندامان.
وقال المفوض الأعلى للاجئين أنطونيو غوتيريس والمفوض الأعلى لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين ورئيس المنظمة الدولية للهجرة وليام ل. سوينغ، وبيتر سوثرلاند الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للهجرات الدولية والتنمية، في نداء مشترك، إن على هذه الدول الثلاث والدول العشر الأعضاء برابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) أن "تضع في رأس أولوياتها إنقاذ هذه الأرواح من خلال تعزيز عمليات البحث والإنقاذ بشكل كبير، وتسهيل نزولهم".
وقال المسؤولون بالبيان "نحض قادة إندونيسيا وماليزيا وتايلند على حماية المهاجرين واللاجئين التائهين على مراكب في خليج البنغال وبحر أندامان، وتسهيل نزولهم إلى الشاطئ بأمان، وإعطاء الأولوية لإنقاذ الأرواح وحماية الحقوق واحترام الكرامة الإنسانية".
وأكدوا وجوب استضافة المهاجرين في مناطق آمنة وفي ظروف إنسانية، كما يتوجب أن يتلقوا العناية الطبية وأن يتم الاستماع إليهم لتحديد وضعهم.
وكان نحو 1500 مهاجر من مسلمي الروهينغا في أراكان قد وصلوا أمس لمدينة "لانغسا" بولاية آتشه الإندونيسية، بعد أن ظلوا عالقين طوال أيام بعرض البحر وقد تركهم المهربون وساءت أوضاعهم الصحية.

ظروف قاسية
ويتوقع وجود آلاف المهاجرين الآخرين تائهين وسط البحر بلا مياه أو طعام، وأفادت المتحدثة باسم المفوضية العليا للاجئين فيفيان تان عن تلقي معلومات مفادها أن ألفي مهاجر على الأقل "عالقون على خمسة مراكب على الأقل قرب سواحل بورما بنغلاديش منذ أكثر من أربعين يوما".
وقد أخذت مسألة المهاجرين غير الشرعيين بجنوب شرق آسيا منحى مأساويا أكثر فأكثر، مع آلاف قدموا من بورما وبنغلاديش وباتوا عرضة للخطر بعد أن تخلى عنهم مهربوهم.
وكانت منظمة الهجرة الدولية أعلنت أن حوالي ثمانية آلاف مهاجر ما زالوا عالقين على مراكب لمهربي البشر بالمحيط الهندي وبحر أندامان، ويصف بعض من تمكنوا من الوصول لإندونيسيا مشاهد مرعبة على متن المراكب التي يوجد على متنها المهاجرون للحصول على ما تبقى من الطعام.
ووصل حوالى ثلاثة آلاف مهاجر من البنغاليين وأقلية الروهينغا إلى شواطئ إندونيسيا وتايلند وماليزيا، في الأيام الأخيرة، بعد حملة لتايلند قطعت الطرقات البحرية التي يسلكها مهربو البشر بالعادة، ما دفع بهؤلاء للتخلص ممن ينقلونهم في البحر.
ويشكل مسلمو أقلية الروهينغا في ميانمار الذين فروا من انتهاكات حقوق الإنسان والعنف في بلادهم، والبنغاليون، القسم الأعظم من المهاجرين، والذين يصارعون من أجل البقاء على قيد الحياة فوق مياه البحر بسبب عدم قبول دول المنطقة استقبالهم.