تنظيم الدولة بمحيط أبو غريب والحكومة تحشد لاستعادة الرمادي
نشر تنظيم الدولة الإسلامية مقاتليه على محيط مدينة أبو غريب، وهي الضاحية الغربية للعاصمة بغداد، في وقت يواصل الحشد الشعبي والقوات العراقية الحشد لوقف زحف التنظيم إلى قاعدة الحبانية بعد سيطرته على الرمادي.
وقال مصدر عسكري عراقي إن ثمانية جنود عراقيين قتلوا و14 آخرين أصيبوا اليوم الثلاثاء في تفجير عربتين مفخختين يقودهما انتحاريان شرقي الفلوجة.
وقال مصدر عسكري للجزيرة إن التفجير الأول وقع عند نقطة تفتيش التحدي بمنطقة الحصوة شرقي الفلوجة، واستهدف التفجير الثاني ثكنة للجيش العراقي بدائرة الجمارك التي يتخذها الجيش مقرا له بالقرب من سجن أبو غريب بمحيط بغداد.
وأوضح المصدر أن تنظيم الدولة كان قد سيطر على كافة منطقة المعامل الممتدة من مدخل الفلوجة الشرقي وصولا إلى المصنع العراقي بمحيط أبو غريب، ونشر مقاتليه بمحيط قضاء أبو غريب.
وكانت مصادر طبية عراقية قد قالت في وقت سابق إن سبعة مدنيين قتلوا وتسعة آخرين جرحوا جراء قصف طيران الجيش العراقي حيي السراي والجولان شمالي الفلوجة ما ألحق أضرارا بعدة منازل، ويأتي هذا القصف في ظل حصار خانق يفرضه الجيش على الفلوجة ومحيطها أدى إلى نقص بالمواد الغذائية والسلع الأساسية.
وكانت وزارة الدفاع قد أعلنت في وقت سابق أن قوات من الجيش والشرطة الاتحادية ومليشيا الحشد الشعبي تمكنت من استعادة السيطرة على أجزاء كبيرة من منطقة الكرمة الواقعة على بعد ستين كيلومترا شرق مدينة الرمادي (مركز محافظة الأنبار) والاستيلاء على كميات كبيرة من الذخيرة تركها مسلحو تنظيم الدولة.
وتأتي هذه التطورات، في وقت تواصل فيه القوات العراقية والحشد الشعبي حشد عناصرهما في محافظة الأنبار لاستعادة مدينة الرمادي التي سيطر عليها تنظيم الدولة بالكامل.
وتواصل بغداد إرسال تعزيزات عسكرية لقاعدة الحبانية في شرق الرمادي، وأكد شهود وضابط بالجيش أن رتلا من ثلاثة آلاف من قوات الحشد الشعبي تجمعوا بالقاعدة لمواجهة مسلحي تنظيم الدولة الذين تقدموا بعربات مدرعة من مركز مدينة الرمادي صوب القاعدة.
الهجوم المضاد
وكان تنظيم الدولة أعلن أنه سيطر بصورة كاملة على الرمادي بعد اقتحامه اللواء الثامن والسيطرة عليه وعلى كتيبة الدبابات والراجمات فيه، بالإضافة إلى مبنى قيادة عمليات الأنبار.
وطالب وزير النفط عادل عبد المهدي بإعلان التعبئة العامة لدعم جبهات القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وتجهيز ما بين سبعين وثمانين ألف مقاتل لدعم جبهات القتال في إطار الحرب الدائرة حاليا مع التنظيم.
وكانت الإدارة الأميركية قد أعربت مساء أمس عن ثقتها في قدرة القوات العراقية على استعادة الرمادي بدعم من قوات التحالف رغم "الانتكاسة" في مواجهة تنظيم الدولة، وذكرت أنها لا تمانع من مشاركة قوات الحشد بالمعركة طالما أنها تتلقى أوامرها من السلطات العراقية.
من جهته، وقع رئيس الوزراء حيدر العبادي على أمر بنشر مقاتلي الحشد الشعبي في محاولة لاستعادة المدينة التي يغلب على سكانها السُنة.
من جانبه، حمل تحالف القوى العراقية (سُني) اليوم الحكومة الاتحادية والقيادات الأمنية مسؤولية سقوط الأنبار، وطالب بتسليح العشائر السُنية وبفتح معبر "بزيبز" لنازحي الأنبار، وفق ما نقلته وكالة الأناضول عن النائب عن التحالف القوى أحمد المساري.
ودعا المساري إلى التحقيق الفوري مع القيادات الأمنية، وإحالتهم للمحاكم العسكرية لينالوا جزاءهم العادل" معتبرا أن ما جرى بالأنبار "صورة مستنسخة" لما حدث في الموصل من خلال انسحاب القطعات وترك الأسلحة، وفق قوله.