تعبئة لاستعادة الرمادي وواشنطن تؤيد مشاركة الحشد

دعا وزير النفط العراقي عادل عبد المهدي لإعلان التعبئة العامة لدعم جبهات القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية، في وقت تواصل فيه القوات العراقية والحشد الشعبي حشد عناصرهما في محافظة الأنبار لاستعادة مدينة الرمادي التي سيطر عليها تنظيم الدولة بالكامل. وكانت واشنطن قالت إنها لا تمانع مشاركة قوات الحشد في المعركة.
وطالب عبد المهدي عبر صفحته على موقع فيسبوك بتجهيز ما بين سبعين وثمانين ألف مقاتل لدعم جبهات القتال في إطار الحرب الدائرة حاليا مع تنظيم الدولة، واعتبر أن التنظيم كان "حتى قبل شهر يتراجع أمام ضربات القوات المسلحة والبشمركة ورجال العشائر".
وانتقد الوزير العراقي تشكيك "بعض القوى الدولية والعربية والعراقية بالحشد الشعبي أو بأهمية دور دول الجوار العراقي في المعركة، معتبرا أن ذلك يضعف قاعدة أساسية للانتصار ويمهد لتنظيم الدولة لتحقيق مكاسب".
ويأتي ذلك في الوقت الذي تواصل فيه بغداد إرسال تعزيزات عسكرية إلى قاعدة الحبانية في شرق الرمادي. وقال شهود عيان وضابط في الجيش العراقي إن رتلا من ثلاثة آلاف من قوات الحشد الشعبي تجمعوا في القاعدة لمواجهة مسلحي تنظيم الدولة الذين تقدموا في عربات مدرعة من المدينة صوب القاعدة.
دعم أميركي
وفي غضون ذلك، أعربت الإدارة الأميركية عن ثقتها في قدرة القوات العراقية على استعادة الرمادي بدعم من قوات التحالف، وقالت إنها لا تمانع مشاركة قوات الحشد في المعركة طالما أنها تتلقى أوامرها من السلطات العراقية.
ووقع رئيس الوزراء حيدر العبادي على الأمر بنشر مقاتلي الحشد الشعبي في محاولة لاستعادة المدينة التي يغلب على سكانها السنة، وهي خطوة قد تزيد من إثارة التوتر الطائفي في إحدى أكثر المناطق عنفا في العراق.
وأعرب وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس الإثنين عن ثقته في استرداد مدينة الرمادي من أيدي تنظيم الدولة في الأسابيع القادمة.
كما وصف جيف راثكي نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية سيطرة تنظيم الدولة على الرمادي بأنها انتكاسة، لكنه أكد في المقابل عزم بلاده على مساعدة القوات العراقية لاستعادة المدينة.
قصف الفلوجة
وفي إطار التطورات بالأنبار، قالت مصادر للجزيرة إن ثلاثة من مسلحي تنظيم الدولة قتلوا وأصيب ثلاثة جراء قصف من قبل الجيش العراقي على معبر البوشجل شمالي الفلوجة.
وبحسب المصادر، فإن القصف أدى كذلك إلى إلحاق أضرار بعدد من سيارات المدنيين التي كانت متوقفة لنقل البضائع من المعبر إلى الفلوجة والمناطق المحيطة بها.
وكان تنظيم الدولة أعلن في بيان له نشر عبر الإنترنت أنه سيطر بصورة كاملة على الرمادي بعد اقتحامه اللواء الثامن والسيطرة عليه وعلى كتيبة الدبابات والراجمات فيه، بالإضافة إلى مبنى قيادة عمليات الأنبار.
وبث ناشطون صورا على الإنترنت تظهر ما قالوا إنه هروب قوات الجيش العراقي وقوات التدخل السريع من آخر معاقلها في قيادة عمليات الأنبار ومقر اللواء الثامن ومناطق شرق الرمادي.
وأعلنت الأمم المتحدة أن نحو 25 ألفا فروا من الرمادي جراء الهجوم، في ثاني موجة نزوح من المدينة منذ أبريل/نيسان الماضي.