انطلاق الملتقى الدولي الثالث للعمل الإنساني بالدوحة

افتتاح ملتقى العمل الإنساني الدوحة
جانب من الجلسة الافتتاحية للملتقى (الجزيرة نت)

محمد أفزاز-الدوحة

انطلقت بالعاصمة القطرية الدوحة، اليوم الثلاثاء، فعاليات الملتقى الدولي الثالث للعمل الإنساني، وسط تأكيد على ضرورة تعزيز قدرات المنظمات لمواجهة التحديات والعوائق التي تعترض عملها في سياق عالم أكثر اضطرابا، وضمان حماية أكبر للعاملين في هذا المجال.

وأشاد مشاركون بالدور المركزي الذي باتت تلعبه دولة قطر إلى جانب دول خليجية أخرى في مجال العمل الإنساني والإغاثي.

وقال المدير التنفيذي للتنمية الدولية بمؤسسة قطر الخيرية محمد الغامدي إن "عالمنا الإنساني أصبح أكثر اضطرابا وتعقيدا، فقد ارتفع عدد اللاجئين في العام 2014 ليصل إلى أكثر من 16 مليون لاجئ، أما عدد النازحين فقد تجاوز 33 مليون نازح".

وأضاف خلال افتتاحه الملتقى أن عدد طالبي اللجوء وصل إلى مليون ومائتي ألف شخص في أنحاء العالم.

وأشار إلى أن أزمات المشتغلين بالعمل الإنساني ما زالت منسية في ظل وفاة 155 عاملا واختطاف 134 آخرين، علاوة على جرح 171 شخصا.

هشام يوسف: العمل الإنساني أصبح أكثر صعوبة في عالم أكثر اضطرابا (الجزيرة نت)
هشام يوسف: العمل الإنساني أصبح أكثر صعوبة في عالم أكثر اضطرابا (الجزيرة نت)

صعوبات
ولفت الغامدي إلى أن الأوضاع الإنسانية بعدد من مناطق النزاع خاصة في سوريا جعل المنظمات عاجزة عن الإيفاء بواجباتها تجاه المنكوبين والمتضررين، مشددا على الحاجة الملحة للتدخل من أجل حماية ومساعدة الضحايا.

من جهته، أكد الأمين العام المساعد للشؤون الإنسانية بمنظمة التعاون الإسلامي هشام يوسف أن العمل الإنساني أصبح أكثر صعوبة في عالم أكثر اضطرابا.

وأوضح أن العمليات العسكرية و"الإرهابية" وانعدام الأمن جعل الوصول الآمن للمتضررين بمناطق النزاع أمرا أشبه بالمستحيل، كما رفع من حدة المخاطر التي يواجهها العاملون إلى مستويات غير مسبوقة.

وشدد على بحث وتحليل هذه التطورات بهدف تقديم المساعدات بأسلوب أكثر كفاءة وفاعلية، مشيرا إلى أن مهمة المشاركين بالملتقى تتركز في بحث موضوع مدونة السلوك الخاصة بالعمل الإنساني وتحدي "الوصول الآمن لضحايا النزاعات".

صلاح الجاسم: على المجتمع الدولي توفير الحماية للعاملين بالقطاع الإنساني (الجزيرة نت)
صلاح الجاسم: على المجتمع الدولي توفير الحماية للعاملين بالقطاع الإنساني (الجزيرة نت)

حماية العاملين
وفي تصريح للجزيرة نت، أكد يوسف أن القانون الدولي يطلب توفير الحماية للعاملين بالقطاع الإنساني وتمكينهم من الوصول الآمن للضحايا، لكن لا يوجد بالمقابل في هذا القانون ما يسمح بالتعامل مع تداعيات عدم حدوث ذلك.

وقال أيضا "لا يوجد اهتمام دولي كاف بالعاملين في العمل الإنساني، وهو ما يستدعي القيام بجهد أكبر لنتمكن من توفير مستويات من الحماية لهؤلاء".

وعبّر عن قناعته بأن منطقة الخليج أصبحت نشطة بشكل كبير على صعيد العمل الإنساني، مشيرا إلى أن قطر على سبيل المثال قدمت نحو مليار دولار لمواجهة تداعيات ما بعد الحرب الأخيرة على غزة.

بدوره، اعتبر مدير مشروع إعادة الهيكلة بهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية أن تسارع  الأزمات يحتم على العاملين بميدان العمل الإنساني حمل الأمانة بقوة.

وأكد كمال يحيى لمفون أهمية توطيد علاقات التعاون بين جميع المنظمات للتخفيف من آلام المنكوبين، وتبادل الخبرات لتطوير منظومة العمل الإنساني، وزيادة الوعي بالقانون الدولي الخاص بهذا القطاع.

من جانبه، شدد مدير إدارة الإعلام والعلاقات العامة بالهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بالكويت صلاح الجاسم، في تصريح للجزيرة نت، على ضرورة أن يوفر المجتمع الدولي الحماية اللازمة للعاملين بالقطاع الإنساني في مناطق النزاع حتى يستطيعوا الاضطلاع بأدوارهم على أكمل وجه.

وعما إذا كانت قطر قد أصبحت وجهة جاذبة للعمل الإنساني، قال الجاسم "نعم، بدرجة كبيرة".

أوفتيرنغر: نبني جسور الثقة مع كل أطراف النزاعات (الجزيرة نت)
أوفتيرنغر: نبني جسور الثقة مع كل أطراف النزاعات (الجزيرة نت)

الحياد والاستقلالية
وفي الاتجاه نفسه، أوضح مستشار مدير العمليات باللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف أن من أكبر التحديات التي تواجه العمل الإنساني ضمان الوصول الآمن للمستحقين للمساعدات بمناطق النزاع والكوارث الطبيعية.

وقال رونالد أوفتيرنغر للجزيرة نت "نحن في المنظمة نعتمد مبادئ الحياد والاستقلالية لكي نضمن القبول من جميع أطراف النزاعات ونبني جسور الثقة مع الكل" بيد أنه أقر أن هذا المسعى يبقى صعب التحقق لتعدد الفاعلين بالميدان بين أطراف مسلحة وأخرى غير مسلحة.

وأضاف مستشار الصليب الأحمر "نحن مقتنعون بأن هذه المبادئ هي الوسيلة الأنجع لضمان ديمومة وفعالية أكبر للعمل الإنساني".

وأشاد بالدور الذي تقوم به دولة قطر على صعيد العمل الإنساني، قائلا "قطر دولة مهمة بفعل وجود منظمات تلعب دورا كبيرا في العمل الإنساني بالميدان في العديد من المناطق".

من جانبه، أكد نائب المدير التنفيذي للتنمية الدولية بقطر الخيرية ومدير مكتبها بغزة أن العالم يشهد على الحضور القوي لدولة قطر في مجال العمل الإنساني.

وقال إبراهيم زينل موسى للجزيرة نت "قطر أصبحت جاذبة للعمل الإنساني من خلال عقدها للعديد من المؤتمرات والملتقيات، وكثرة تردد المنظمات الدولية عليها لحضور الندوات".

ويشارك بالملتقى الذي تستضيفه مؤسسة قطر الخيرية تحت شعار "من أجل عمل إنساني أكثر فعالية وأمانا" نحو 150 شخصية من أكثر من ثمانين جهة من أزيد من عشرين دولة.

المصدر : الجزيرة