تحرك دولي وارتباك في بوروندي بعد "محاولة انقلابية"
تشهد الساحة البوروندية حالة من الارتباك في ظل تناقض بالتصريحات بين قادة "المحاولة الانقلابية" الذين يؤكدون سيطرتهم على معظم العاصمة، والجيش الذي ينفي ذلك، وسط تحرك دولي في مجلس الأمن لبحث الأزمة بالبلاد التي استيقظت صباح اليوم الخميس على اشتباكات.
فبينما أكد قادة الانقلاب لوكالة الصحافة الفرنسية سيطرتهم على معظم أنحاء العاصمة بوجمبورا بعد ساعات من إعلانهم عزل الرئيس بيير نكورونزيزا قالت الرئاسة إن الانقلاب "أحبط".
وأشار المتحدث باسم الانقلابيين فينون ندابانيزي إلى أن الجنود المنتشرين في المدينة ينتمون إليهم.
وأكد قائد الجيش البوروندي بريم نيونغابو اليوم الخميس -وفق رويترز- أن محاولة انقلاب على الحكم فشلت، مشيرا إلى أن القوات الموالية للرئيس بيير نكورونزيزا لا تزال تسيطر على الوضع.
وكان الرئيس السابق للمخابرات البوروندية الجنرال غودفروا نيومبار -الذي طرد من منصبه في فبراير/شباط الماضي- أعلن في وقت سابق أمس الأربعاء عن عزل نكورونزيزا بعد موجة احتجاجات استمرت أسبوعين تنديدا بترشحه لولاية ثالثة.
من جانبه، ناشد الرئيس نكورونزيزا -الذي كان يشارك في قمة أفريقية بـتنزانيا أمس الأربعاء- المواطنين التحلي بالهدوء، في بيان على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
وكانت معارك اندلعت صباح اليوم الخميس قرب مقر الإذاعة والتلفزيون الرسمي بين قوات الجيش الموالية للرئيس من جهة ومن وصفتهم السلطات بالمتمردين.
يشار إلى أن مكان الرئيس غير معلوم حتى الآن، فبينما يؤكد مسؤولون تنزانيون أنه في مكان آمن ببلادهم رجح آخرون أنه توجه إلى بلاده حيث منعت طائرته من دخول الأجواء.
تحرك دولي
ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي اليوم الخميس مشاورات طارئة لبحث ما وصفه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بـ"الانقلاب" على الشرعية في بوروندي (وسط أفريقيا).
بدورها، دعت الولايات المتحدة الأطراف المتصارعة إلى إلقاء السلاح وإنهاء العنف، وقالت إنها تتابع أحداث بوروندي "بقلق".
واستنكر زعماء دول شرق أفريقيا محاولة الانقلاب على الرئيس البوروندي ودعوا للعودة إلى النظام الدستوري.
وحثت رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي دلاميني زوما في بيان اليوم "جميع الأطراف المعنية على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والامتناع عن أي عمل من أعمال العنف يؤدي الى تشريد السكان من مناطقهم".
ومنذ 26 أبريل/نيسان الماضي تعيش بوروندي على وقع مسيرات من تنظيم المعارضة والمجتمع المدني ضد ولاية رئاسية ثالثة لنكورونزيزا واللذين يعتبرانها "غير دستورية".
ومن المنتظر أن تُجرى الانتخابات الرئاسية يوم 26 يونيو/حزيران المقبل، في حين انطلقت الحملة الانتخابية يوم 11 مايو/أيار الجاري.