الأهلي وأبو تريكة.. السياسة قبل الرياضة
يوسف حسني-القاهرة
على مدار العامين المنصرمين، كان لاعب المنتخب المصري ونادي الأهلي محمد أبو تريكة يتعرض لهجمات متقطعة من قبل أذرع النظام الحاكم في مصر، وذلك على خلفية تأييده شرعية الرئيس المعزول محمد مرسي.
غير أن الملايين من عشاق "الماجيكو" كما يلقبونه، لم يتصوروا يومًا أن نظام عبد الفتاح السيسي سيتخذ خطوة لإسقاط اللاعب المحبوب أرضا، لكنه فعل عندما قرر التحفظ على كافة أموال وممتلكات "صانع الفرحة" واتهمه بتمويل الإرهاب.
قرار التحفظ الذي قيل إنه شمل رأس مال شركة سياحية يملك أبو تريكة أسهما فيها، سريعا ما أعلن أنه يشمل كافة أموال وممتلكات كل المساهمين بالشركة.
القرار الذي أصاب قطاعات كبيرة بالصدمة وربما الإحباط، لأنه نال من رمز كروي وإنساني يعتز به حتى كثير من مشجعي الفرق المصرية الأخرى، دفع كثيرا من اللاعبين والشخصيات العامة لإعلان تضامنهم مع اللاعب، وإن كان البعض قد اتخذ موقفا مغايرا.
هاشتاغ نشط
وبعد ساعات قليلة، تصدر وسم "هاشتاغ" #أبو تريكة-خط أحمر، موقع التواصل الاجتماعي "تويتر". وعج الوسم بالمشاركات التي أكدت رفضها النيل من اللاعب الخلوق.
اللافت أن القلعة الحمراء (الأهلي) التي مكنتها قدم أبو تريكة من حصد عدد كبير من الألقاب محليا وأفريقيا وعالميا، لم تتخذ موقفا رسميا داعما لواحد من أهم لاعبيها على مدار السنوات الأخيرة، بل التزمت الصمت، وتواترت أنباء عن توجيهها تحذيرات للاعبيها بعدم إبداء أي تضامن، وذلك بعد أن سارع كثير من اللاعبين لإبداء تضامنهم مع أبو تريكة.
المحلل الرياضي علاء صادق، أكد للجزيرة نت أن الأهلي "حذر لاعبيه من التضامن مع أبو تريكة" واصفا موقف مجلس إدارة النادي بالـ "مخزي".
لكن صادق لفت إلى أن هذا الموقف يتماشى مع مواقف مجلس إدارة النادي السياسية، فهو كما يقول "مجلس اختارته سلطة الانقلاب، وكل أعضائه بلا تاريخ، ومن ثم فهم لا يملكون حق الاعتراض على أي شيء".
وتابع "هذا المجلس لا يعترض على ما يتعرض له الأهلي وجمهوره من امتهان، وسب وتحريض إعلامي، فهل سيتحرك ليدافع عن لاعب؟".
وخلص إلى أن "الأهلي كان مطالبا برفع مذكرة توضيحية لوزير العدل، وتوضيح المبالغ التي تحصل عليها اللاعب من النادي على مدار الـ12 عاما الماضية، وكذلك ما سدده لصالح الدولة من ضرائب وخلافه، والتأكيد على دماثة أخلاقه وتمتعه باحترام الجميع". لكنهم لم ولن يفعلوا هذا لأنهم يخشون غضب النظام، وفق تصوره.
في المقابل، قال لاعب الأهلي والمنتخب السابق أحمد شوبير، المعروف بدعمه الكبير للنظام العسكري ومن قبله نظام مبارك "إن أبو تريكة له إنجازات كبيرة لكنه مواطن يقع تحت طائلة القانون، وليس فوق القانون". وأضاف على صفحته الشخصية على موقع تويتر "القانون هو الخط الأحمر".
علاقة متوترة
لكن عددا ليس بالقليل من مؤيدي السيسي، أبدوا اعتراضا على موقف الأهلي من الأزمة، ومن بينهم عضو تنسيقية 30 يونيو محمد فاضل، الذي قال إن مجلس إدارة النادي بدا متوترا منذ فترة، على خلفية مواقف اللاعب المناهضة للنظام، وقد تجلى هذا في منعه من الانضمام للجهاز الفني للفريق، ثم في الأزمة الأخيرة.
وأضاف فاضل للجزيرة نت "رغم أن القرار مؤقت ويمكن الطعن عليه بعد ثلاثة أشهر من رفض الطعن الأول، إلا أن مجلس إدارة الأهلي لم يقدر قيمة أبو تريكة، وعطاءه الكبير للنادي وللمنتخب، كما أنه لم يقدر مشاعر الجماهير الغفيرة التي تضامنت مع اللاعب، وكان عليهم أن يتخذوا موقفا أكثر احتراما لأبو تريكة كـ "قيمة" مهما كانت خلافاتهم السياسية معه.
يُشار إلى أن أبو تريكة قد تقدم بتظلم للجنة التحفظ على أموال وممتلكات جماعة الإخوان المسلمين، لوقف قرار التحفظ على أمواله، غير أن اللجنة رفضت التظلم، وهو ما رد عليه اللاعب بقوله "ربح البيع.. الحمد لله أن آخر شيء اشتريته كان قبرا".
وتواترت أنباء خلال الساعات الماضية بشأن نية شرطة الأموال العامة استخراج قرار ضبط وإحضار بحق اللاعب، وهو ما يعني أنه مهدد بالسجن، حال صدور هذا القرار.