سليماني في تكريت.. رسالة إيرانية لواشنطن

علاء حسن-بغداد

رسائل
وقال العبيدي إن الهدف من الظهور العلني لسليماني في تكريت هو توجيه رسالة إلى المحيط الإقليمي والدولي والولايات المتحدة بأن إيران "حاضرة بكل ثقلها في العراق لمحاربة الإرهاب، وأنها الأجدر بإدارة الحرب ضده، لأن التحالف بقيادة واشنطن -رغم قدراته- عجز عن حماية الشعب العراقي من الجماعات الإرهابية".
وخلال الأشهر الماضية تبادلت بغداد وطهران الزيارات لتعزيز التعاون الأمني، وصدرت تصريحات من رئيسي الجمهورية والوزراء تشيد بالمواقف الإيرانية وتؤكد أنها "الدولة الوحيدة التي أبدت استعدادها لتقديم كل وسائل الدعم لحرب العراق ضد الإرهاب مقارنة بدول الجوار الأخرى".
وبينما تسربت معلومات من مستشارية الأمن الوطني العراقية بوجود ثمانية آلاف مستشار إيراني موزعين في العراق بما يفوق عدد نظرائهم الأميركيين، استُخدِم السلاح الإيراني في عمليات عسكرية نفذت في محافظة ديالى وكركوك وصلاح الدين وشمالي بابل في ناحية جرف الصخر.
وقال أبو عبد الله الرائد السابق في الجيش العراقي "من خلال متابعتي لما تبثه الفضائيات من مشاهد مصورة، أرى أسلحة لم تستخدم سابقا في العراق بحوزة عناصر من فصائل مسلحة، مما يعني أن هناك مصدرا آخر للتسليح، في الغالب يكون إيران".

أسلحة
أما رئيس لجنة الأمن والدفاع البرلمانية النائب عن "كتلة الأحرار" وممثل التيار الصدري حاكم الزاملي، فقال "إن هناك معلومات تفيد بأن الطائرات الأميركية ألقت الأسلحة والمعدات ونقلت جرحى تنظيم الدولة"، لكن لم يصدر من أعضاء "التحالف الوطني الشيعي" ما يشير إلى رفض التدخل العسكري الإيراني، أو وجود سليماني في تكريت.
وقال الإعلامي فاضل النشمي للجزيرة نت، إن وجود سليماني في العراق "يثير حساسيات كبيرة خاصة لدى الجماعات والكتل السنيّة، فيما يثير وجود عسكريين أميركيين حساسية لدى السياسيين الشيعة. والقصة بمجملها تتعلق بالعراقيين ونخبهم السياسية لفشلها في إدارة البلاد طيلة السنوات الماضية، فاضطروا للاستعانة بهذا الطرف أو ذاك في إدارة الملف الأمني".
يذكر أن أول ظهور لسليماني في العراق كان مطلع شهر سبتمبر/أيلول الماضي في مدينة أمرلي قرب كركوك، في مقطع فيديو مع عناصر الحشد الشعبي محتفلين بفك الحصار عن المدينة.