ظلال الفشل تخيم على محادثات نووي إيران

ومما يؤكد على أجواء القلق التي تخيم على المحادثات إعلان وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن هناك "بعض التقدم وبعض التراجع في الساعات الأخيرة" من المحادثات.
مسائل أساسية
وأكد دبلوماسي غربي لوكالة الصحافة الفرنسية أن المفاوضات لا تزال عالقة بشأن ثلاث مسائل أساسية، هي مدة الاتفاق ورفع العقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة، وآلية التحقق من احترام الالتزامات.

بدورها نقلت وكالة رويترز عن دبلوماسي غربي قوله إن القضايا الأصعب تتعلق بمدة أي قيود على أنشطة تخصيب اليورانيوم الإيرانية، وتلك المتعلقة بالأبحاث والتطوير بعد أول عشر سنوات، وكذلك رفع عقوبات الأمم المتحدة وإعادتها إذا لم تلتزم إيران بالاتفاق.
وأضاف أنه "إذا لم نتوصل إلى نوع من إطار اتفاق الآن، فإنه سيكون من الصعب التوصل إلى اتفاق شامل بحلول 30 يونيو/حزيران"، مشيرا إلى أنه من غير الواضح ما إذا كانت الخلافات ستحل.
وفي هذا الإطار قال مصدر غربي إن القوى الكبرى قدّمت لإيران عرضا يتعلق بحل وسط لرفع العقوبات التي فرضها مجلس الامن الدولي عليها.
وأضاف المصدر أن هذا العرض تضمّن حُزمة من الإجراءات قابلة ً للتنفيذ بعد توقيع إيران على الاتفاق الشامل، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تصر على إيجاد آلية تلقائية لاستئناف العقوبات الأممية في حالة انتهاك إيران الاتفاقَ المحتمل معها.
من جانبه انتقد علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الأعلى الإيراني آية الله على خامنئي القوى الكبرى، وقال إن "وفد المفاوضات الإيراني جدير بالثقة ويعمل أعضاؤه الذين يتصفون بالتسامح بجدية، لكن يتعين عليهم توخي الحرص مع تكتيكات الأعداء المخادعة والماهرة".
على الطرف المقابل قال المتحدث باسم البيت الأبيض إريك شولتز اليوم الاثنين إن المفاوضات ستستمر حتى اللحظة الأخيرة، مؤكدا أنه لا يفترض الفشل مسبقا في هذه المفاوضات.
اللحظة الأخيرة
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد أكد بدوره أن الوفود ستستكمل المهلة الممنوحة للتفاوض حتى نهايتها مساء الثلاثاء، وأن العمل سيكون حثيثا، مشيرا إلى أنه غير متأكد من إمكانية التوصل لاتفاق.
وفي هذه الأثناء يقوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بحملة شرسة ضد المفاوضات، وقال إن الاتفاق الذي تسعى الأطراف لإبرامه في لوزان يبعث رسالة مفادها أن "إيران تستعد للمكسب مقابل عدوانها".

وأعطت مغادرة وزير الخارجية سيرجي لافروف المفاوضات إلى موسكو بسبب ما قيل إنها "ارتباطات" إشارة أخرى على أجواء تلك المحادثات، وإن كان مسؤولون قالوا إنه سيعود إذا كان هناك شيء سيتم إعلانه.
وفيما يبدو أنه تكريس لحالة القلق التي تسيطر على المحادثات يقول مسؤولون مقربون من المحادثات، إنه حتى إذا توصلت إيران والقوى الست لإطار اتفاق بنهاية مارس/آذار، فإن كل شيء قد ينهار أثناء عمل الجانبين في التفاصيل الفنية الخاصة بوضع اتفاق شامل بحلول مهلة ثانية غايتها 30 يونيو/حزيران المقبل.