تفاؤل حذر بالساعات الأخيرة لمفاوضات نووي إيران
ساد نوع من التفاؤل الحذر مفاوضات لوزان السويسرية بشأن الملف النووي الإيراني حيث يواصل المفاوضون مباحثات "مكثفة" اليوم بهدف التوصل لتسوية تاريخية قبل انتهاء مهلة أولى لتسوية أولية في منتصف الليل.
وخلال خروجه لاستراحة قصيرة في حديقة قصر بوريفاج المطل على بحيرة ليمان حيث تجري المفاوضات منذ أسبوع، قال المفاوض الروسي سيرغي ريابكوف إن المحادثات "مكثفة مكثفة". وأضاف أمام الصحفيين "آمل أن تتلقوا مفاجأة إيجابية".
ووصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعد ظهر اليوم إلى لوزان للانضمام إلى نظرائه في مجموعة الدول الست الكبرى (5+1) وإيران، علما أنه غادر لوزان الاثنين واعدا بالعودة إن كان هناك "فرص حقيقية" لاتفاق.
من جهته، قال مصدر دبلوماسي "الأمور لم تحل"، مشيرا إلى أن المحادثات ستتواصل طوال النهار وأنه لا يزال من الممكن التوصل إلى اتفاق. وأضاف "إنها الساعات الأخيرة، الوزراء متواجدون هناك منذ أيام وغيروا جداول أعمالهم من أجل البقاء".
وفيما شكك المصدر بإمكانية تمديد المفاوضات بشكلها الحالي، قال مصدر آخر مقرب من المفاوضات "آمل أن نتوصل إلى شيء ما اليوم" واصفا أجواء المحادثات بأنها صعبة على الدوام.
ومن المفترض أن تتوصل الدول الست الكبرى (الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا والصين وفرنسا وألمانيا) مع إيران اليوم إلى تسوية أولية أساسية في الملف هدفها التثبت من عدم سعي إيران لحيازة قنبلة ذرية، مقابل رفع العقوبات الدولية التي تعرقل اقتصادها.
وإن كانت مهلة 31 مارس/آذار لا تمثل الفرصة الأخيرة، فإنها محطة أساسية من أجل مواصلة المحادثات سعيا للتوصل إلى اتفاق تاريخي كامل يحسم كل التفاصيل الفنية بحلول المهلة الأخيرة في 30 يونيو/حزيران المقبل.
حان الوقت
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف مساء الاثنين إن "الوقت حان فعلا الآن لاتخاذ قرارات" للتوصل إلى تفاهم، مقدرة فرص التوصل إلى اتفاق بأنها "بالتساوي"، فيما أكد دبلوماسي غربي بحزم "حان الوقت لقول نعم أو لا".
من جهته رأى أحد المفاوضين الإيرانيين أن "الإرادة المتوافرة، وجود الوزراء الذين بقوا (في لوزان)، الجدية التي يبديها الجميع، كل ذلك يشير إلى أن العالم يريد إيجاد حلول"، معتبرا أن "الجميع يركز اهتمامه على إيجاد حلول قبل مساء (الثلاثاء)".
وواصل خبراء مختلف الوفود حتى وقت متأخر من الليل عقد الاجتماعات سعيا لتخطي عقبات أبرزها تحديد مدة الاتفاق، حيث تطالب الدول الكبرى بتحديد إطار صارم لمراقبة النشاطات النووية الإيرانية وعلى الأخص في مجال البحث والتطوير لمدة لا تقل عن 15 عاما، غير أن إيران ترفض الالتزام لأكثر من عشر سنوات.
وأوضح وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير "علينا أن نتثبت من أن ما سيحصل بعد السنوات العشر الأولى قابل للتحقق وشفاف"، معتبرا أن شروط إيران "طموحة جدا".
عقبة أخرى
وتعتبر مسألة رفع عقوبات الأمم المتحدة عقبة رئيسية أخرى ونقطة خلاف كبيرة منذ بدء المحادثات. فإيران تريد إلغاءها فور توقيع الاتفاق، إلا أن القوى الكبرى تفضل رفعا تدريجيا للعقوبات الاقتصادية والدبلوماسية التي يفرضها مجلس الأمن الدولي منذ 2006.
وفي حال رفع بعض هذه العقوبات، فإن الدول الكبرى تريد آلية تسمح بإعادة فرضها بشكل سريع في حال انتهكت إيران التزاماتها، كما أفاد دبلوماسي غربي.
وأشار المفاوضون من الجانبين إلى أن الفشل في التوصل لاتفاق بحلول منتصف ليل اليوم لا يعني تلقائيا القطيعة ونهاية كل المفاوضات، غير أن الجميع متفق على أن الوضع سيزداد تعقيدا وصعوبة، ولا سيما بسب الضغوط الداخلية في الولايات المتحدة وإيران، حيث سيعزز فشل مفاوضات لوزان موقف المعارضين لأي اتفاق.