بصرى الشام.. الإستراتيجية والتاريخ بيد المعارضة السورية

جواد أبو حمزة-درعا
بعد سلسلة معارك قادتها قوات المعارضة السورية المسلحة في درعا تمكنت قبل أيام من بسط سيطرتها على مدينة بصرى الشام، وإخراج قوات النظام منها بالكامل.
وتقع مدينة بصرى الشام في الجنوب الشرقي من محافظة درعا، وتبعد عن مركز المحافظة نحو أربعين كيلومترا، كما تبعد عن العاصمة دمشق 141 كيلومترا، إضافة لموقعها المهم كونها حلقة الوصل بين محافظتي درعا والسويداء.
ويؤكد قائد فصائل الجبهة الجنوبية في درعا العقيد زياد الحريري أن "النظام استقدم تعزيزات كبيرة مؤخرا لعناصر إيرانية وعناصر من حزب الله اللبناني بغية تحويل المدينة لمنطقة أمنية وذات نفوذ عسكري تكون مركزا لانطلاق عملياته العسكرية على مدن محافظة درعا المحررة"، حسب قوله.

الإسراع بالسيطرة
ويضيف للجزيرة نت أن القوات الموالية للنظام عمدت إلى "التضييق والتهجير الممنهج لسكان بصرى واستقدام عائلات مقاتلين من حزب الله لتحل مكانهم، إضافة لعمليات السرقة والنهب غير المشروع لمعالم المدينة والتنقيب عن كنوزها الأثرية".
ويتابع "لم يكن أمامنا سوى الإسراع في تدارك نوايا النظام وإيقاف هذا التمدد الأمني ومنع تغلغل حزب الله في الجنوب السوري ومنع عمليات التنقيب والسرقة لمعالم المدينة".
ويشير العقيد إلى أن فصائل الجبهة الجنوبية توصلت بعد عمليات رصد لمواقع النظام إلى ضرورة تحقيق انتصار سريع يضمن الحفاظ على معالم المدينة الأثرية من العمل العسكري وإخراج من تبقى من مدنيين أبقى عليهم النظام محاصرين لجعلهم دروعا بشرية في حال شن أي هجوم عسكري ضده.
ويكمل "استمرت المعركة ثلاثة أيام واعتمدت بشكل كبير على المقاتلين الأفراد أكثر من الآليات الثقيلة، واعتمدت أيضا على عنصر المفاجأة وتوحيد جهود الفصائل المشاركة، حيث تمت السيطرة على عدة حواجز وقتل أعداد كبيرة من قوات النظام، بينهم ضابط إيراني، إضافة لانسحاب عدة حواجز عسكرية بشكل كامل تبعتها انسحابات بالجملة مع عوائلهم متوجهين إلى محافظة السويداء لتصبح بعدها بصرى الشام محررة بالكامل".

طوائف متعددة
أما علي عيسى -مواطن من بصرى الشام- فيرى أن مدينة بصرى لم تكن كمثيلاتها من مدن درعا كونها من المدن التي تضم نسيجا طائفيا متعددا من عدة طوائف تشكل نسبا متفاوتة في المدينة، منها من أيدت سياسة النظام في إسكات وإخماد الثورة منذ بداياتها، والبقية التي خرجت عليه حرمها النظام من أبسط حقوقها الأساسية، حسب قوله.
ويضيف للجزيرة نت "النظام عمل بشكل مستمر لدس سم النزاع بين طوائف المدينة، كما قام بتجنيد عدد كبير من شبان المدينة كلجان شعبية مع إعطائهم صلاحيات كاملة في القمع والقتل ضد أي مظهر ثوري بالمدينة".
وعن مشاعره بالتحرير يقول "هذا التحرير لطالما انتظرناه، ولا سيما بعد تضييق الخناق على سكان بصرى من قبل عناصر النظام واللجان الشعبية وتحويل المدينة لسجن كبير كنا نحن فيه الضحية، اليوم أبناؤنا من الجيش الحر هم من وضعوا على عاتقهم حماية المدينة وأهلها من بطش النظام، كما قامت عدة فصائل بتخصيص عدد من شباب بصرى بغرض حماية معالم وآثار المدينة وحراستها من السرقات والعبث فيها".