الأمم المتحدة تطلب 8.4 مليارات دولار للكارثة الإنسانية بسوريا

تعتزم الأمم المتحدة جمع مبلغ قياسي يصل إلى 8.4 مليارات دولار لمواجهة "الكارثة الإنسانية" المتفاقمة في سوريا والتي ستكون على رأس المهام بمؤتمر للمانحين يعقد غدا الثلاثاء في الكويت.
وحذر المبعوث الخاص للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية عبد الله المعتوق اليوم من أن الفشل في جمع هذه الأموال سيؤدي إلى كارثة إنسانية خطيرة ومخيفة، ولذلك ستطالب الأمم المتحدة بالقيام بجهد غير مسبوق في المؤتمر الذي سيعقد على مستوى وزراء خارجية 78 بلدا، ويترأسه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
شعور بالخزي
وقد عبر بان كي مون أول أمس السبت عن شعوره بـ"الخزي" إزاء فشل المجتمع الدولي في وضع حد للنزاع في سوريا.
وتؤكد وكالات الأمم المتحدة أنها ستجازف بتقليص أو حتى وقف المساعدة التي تقدم لـ7.6 ملايين نازح و3.9 ملايين لاجئ سوري يقيم معظمهم في دول الجوار إذا لم تجمع المبالغ المطلوبة.
وفي عامي 2013 و2014 قطعت وعود أثناء المؤتمرين الأولين حول سوريا لتقديم هبات بقيمة 1.5 مليار دولار، و2.4 مليار دولار، لكنها بقيت دون تنفيذ كما تؤكد الأمم المتحدة.

منظمات خيرية
من جهة أخرى، تعهدت منظمات وهيئات خيرية غير حكومية داعمة لتحسين الأوضاع الإنسانية في سوريا بتقديم 506 ملايين دولار لصالح اللاجئين والمشردين جراء الأزمة السورية.
جاء ذلك في المؤتمر الدولي الثالث للمنظمات الخيرية غير الحكومية المانحة للشعب السوري برعاية الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية في الكويت اليوم الاثنين.
وكان تقرير أصدرته منظمة أوكسفام الخيرية ذكر أن نسبة التمويل الدولي المخصص للسوريين بلغت أقل من 10% من مجموع ما طلبته الأمم المتحدة والصليب الأحمر خلال الربع الأول من العام الحالي، وأظهر التقرير أن نصف الدول المانحة لم تقدم حصتها من المساعدات للعام الماضي وعلى رأسها روسيا.
وانتقدت أوكسفام مشاركة الدول الأوروبية التي وعدت بتقديم 10% فقط منها، وطالبتها بمبالغ "منصفة" قياسا إلى أهمية اقتصادها.
الفلسطينيون بسوريا
وقد أوضحت وكالات أممية عدة احتياجاتها بالتفصيل على غرار وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التي تطالب بـ415 مليون دولار لمساعدة 560 ألف لاجئ فلسطيني مسجلين في سوريا.
وحذرت أونروا من أنها إذا لم تتلق على الفور أموالا في المؤتمر فإن برنامج توزيع المال نقدا -الذي يستفيد منه نحو نصف مليون شخص- سيتوقف في غضون بضعة أيام.
وداخل البلاد لا تتوفر كميات كافية من الأغذية لنحو عشرة ملايين شخص، كما أن هناك أكثر من 11 مليونا يحتاجون إلى المياه الصالحة للشرب كما أكدت تقارير للأمم المتحدة.
وقد تدهور الوضع إلى حد كبير في سوريا، حيث نزح نحو نصف السكان خلال أربع سنوات من الحرب، مما يشكل بحسب الأمم المتحدة مستوى قياسيا عالميا لا مثيل له منذ عشرين سنة.