إدلب.. ترحيب بالثوار وقلق من انتقام النظام

أحمد العكلة-إدلب
بعد سيطرة المعارضة السورية المسلحة بشكل كامل على مدينة إدلب الإستراتيجية خرج الأهالي من بيوتهم مسرورين بطرد قوات النظام السوري منها، ومرحبين بتخليصهم من المليشيات الموالية له والتي كانت تطاردهم وتزج بهم في المعتقلات.
ويؤكد محمد السيد عيسى -أحد أهالي مدينة إدلب- أنهم كانوا يعيشون حالة خوف وذعر طوال سنوات سيطرة النظام على المدينة تخوفا من اعتقالات قد تطالهم من قبل حواجز النظام السوري التي أصبح همها الوحيد التعرض للأهالي ومصادرة أموالهم بحجج واهية.
ويضيف السيد عيسى للجزيرة نت "بدخول الثوار تنفسنا الصعداء فقد قتل قادة الشبيحة وهرب بعضهم، وعاد أهالينا الذين لم نرهم منذ عدة سنوات، وهذه فرحة لا نقتسمها مع أحد".

النظام ينتقم
وأدت سيطرة المعارضة المسلحة على مدينة إدلب إلى شن قوات النظام السوري عشرات الغارات الانتقامية بالطائرات الحربية والبراميل، وقصفت المدينة بمئات القذائف الصاروخية من المعسكرات القريبة منها.
وذكر اتحاد تنسيقيات الثورة أن قوات النظام قصفت المدينة بغاز الكلور السام، مما أدى إلى إصابة 16 مدنيا، ونزوح المئات من العائلات من المدينة باتجاه القرى والمزارع المجاورة لها، حيث افترش بعضها الأرض وسكن بعضها المدارس الحكومية خوفا من ردة فعل النظام المستقبلية.
عبد الله سليمان -أحد نازحي مدينة إدلب- يسكن هو وعائلته في مدرسة ببلدة كفر جالس القريبة من المدينة نزح من المدينة تخوفا من قصفها بغاز الكلور السام بعد استهداف النظام السوري مدينة سرمين في وقت سابق.
يقول سليمان للجزيرة نت "مدينة إدلب مشلولة الحركة الآن، فالمحال ما زالت مغلقة وكذلك الأسواق التجارية والأفران بسبب التخوف من ردة فعل النظام، فأنا نزحت خوفا من قصف المدينة بغاز الكلور السام".
وحول مكان إقامتهم الجديد يقول "نعاني من ظروف صعبة، فالكهرباء والمياه مقطوعة هنا وكذلك نعاني من نقص في المواد المعيشية، لأننا قد خرجنا من منازلنا على عجلة دون أي شيء، وحالنا كحال بقية النازحين".

قوافل إنسانية
وأنهك استمرار المعركة لعدة أيام الأهالي بسبب بقائهم في الملاجئ طوال هذه الفترة، الأمر الذي دفع عدة منظمات وهيئات لتسيير قوافل إنسانية إلى داخل المدينة، حيث قامت مؤسسة شام الإنسانية بالتعاون مع منظمة راف القطرية بتوزيع الخبز والمواد الغذائية ومواد التنظيف على أهالي المدينة، وكذلك فراش النوم للنازحين في القرى المجاورة.
ويؤكد مسؤول توزيع قوافل مؤسسة شام الإنسانية حمزة هزاع أن هدف القوافل هو التخفيف من معاناة السكان، والتعبير عن رابط الأخوة بين المدينة والريف، وقد تم توزيع عدد من الشاحنات على سكان المدينة والنازحين على حد سواء، حسب قوله.
أما أبو عبد الله -أحد المدنيين في مدينة إدلب- فيمسك سلة غذائية وأكياسا من الخبز ويشير إلى بيته قائلا "لم يدخل أي شيء منذ أربعة أيام إلى منزلي، أطفالي الصغار قد أضناهم الجوع لأن الأسواق التجارية مقفلة والنظام لن يترك المدينة بلا قصف، ونتمنى أن تعود الحياة إلى المدينة بأسرع وقت".