الخليج واليمن.. تحديات الموقف وطبيعة التدخل

هيا السهلي-الرياض
لكن هؤلاء المراقبين يختلفون بشأن طبيعة التدخل اللازم لعلاج الأزمة؛ فبيمنا يرى البعض ضرورة تحريك قوات درع الجزيرة لمواجهة الحوثيين، يحذر آخرون من زيادة التوتر الأمني في المنطقة، وينصحون بتوظيف السياسة والاقتصاد في علاج الوضع المتدهور.
وكان زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي دعا إلى "النفير العام"، بينما طلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من دول الخليج التدخل عسكريا، مما يشير إلى انسداد أفق الحوار.
وأمس الاثنين، قال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل -خلال مؤتمر صحفي مع نظيره البريطاني فيليب هاموند- إنه يأمل حلا سلميا للأزمة في اليمن.

بدائل الحوار
لكن الفيصل أكد أنه إذا لم يتحقق الحل السلمي فإن دول المنطقة ستتخذ ما تراه مناسبا. ودعا لانسحاب جماعة الحوثي من مؤسسات الدولة، معتبرا أن أمن اليمن جزء لا يتجزأ من أمن دول الخليج.
وردت جماعة الحوثي على هذه التصريحات بالقول إن دول الخليج ستكون المتضرر الأول من أي تدخل عسكري في اليمن.
ويرى رئيس مركز "أسبار" للدراسات والبحوث والإعلام الدكتور فهد العرابي الحارثي أن على دول الخليج التدخل في الأزمة على المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية.
وأضاف أن "تحريك قوات درع الجزيرة الخليجية بات ضروريا اليوم وليس غدا لحماية الشرعية اليمنية من السقوط".
ويقول الحارثي إنه بدون التدخل العسكري لن يقف الحوثي عند المناطق التي يسيطر عليها، بل سيمضي في طريقه إلى حضرموت وربما إلى أبعد منها، ليضع العالم كله أمام واقع جديد يعزز تواجد إيران في المنطقة، وفق تقديره.
ويرى الحارثي أن اليمن اليوم بات يمثل ساحة المواجهة الحقيقية بين دول الخليج وإيران.

تكلفة التدخل
لكن المحلل السياسي الدكتور عبد الله الشمري يرى أن ما وصل إليه الوضع اليمني هو نتاج اختلاف السياسات الخليجية في اليمن، قائلا إن التدخل العسكري ليس الحل المناسب للتعامل مع الموقف.
وبدوره، يعتقد النائب السابق بمجلس الأمة الكويتي ناصر الدويلة أن التدخل الخليجي "لن يحقق الأمن وسيكون مكلفا للغاية".
لكن الدويلة دعا في حديث للجزيرة نت دول الخليج لدعم الشرعية الممثلة في الرئيس هادي، وتقديم الإسناد بسلاح الطيران لوقف زحف الحوثيين.
ويشير الدويلة إلى ما يسميه بطء التصرف الخليجي مقابل تعزيز قوة الحوثيين بالسلاح من كل المصادر وسيطرتهم على تعز وتحركهم نحو عدن.