عيد نوروز.. أسطورة منحته الخصوصية لدى الأكراد

ناظم الكاكئي-السليمانية
ويوضح أستاذ التاريخ في جامعة صلاح الدين بمدينة أربيل مولود إبراهيم أن "الحد الفاصل بين الشتاء والربيع هو يوم مميز تحتفل به بعض الشعوب التي تتفق على تسميته "نوروز"، وهو اسم مركب يتكون من كلمتي "نوى وروز" ويعني يوما جديدا.
ويضيف أن "هذا التشابه يتعلق بتقارب الأجناس, لذلك اختارته بعض الشعوب بداية لتقويمها السنوي، ومنها الشعب الكردي حيث يربطه بأساطير قديمة عن الثورة على الطغيان والتحرر من الظلم والاستبداد".

التقويم السومري
وأكد إبراهيم للجزيرة نت أن "الحضارة السومرية التي حكمت المنطقة من الأقوام الأوائل الذين اختاروا هذا التاريخ واحتفلوا به، وجعلوه بداية التقويم لديهم".
ويضيف إبراهيم أن الدلالات التاريخية تشير إلى تنصيب السومريين ملوكهم وحكامهم في هذا التوقيت.
وتحدث عن أن العائلات الكردية ترتدي في هذه المناسبة الزي التقليدي المزركش بالألوان الفاتحة، كما أن مظاهر الاستعداد لاحتفالات "نوروز" تشمل تنظيف وترتيب السيدات منازلهن أو تغيير أثاثها قبل بضعة أيام من حلول المناسبة "التي تعتبر الأهم بالنسبة للشعب الكردي".

كاوا الحداد
ويرى الباحث والمؤرخ كمال بابان أن خصوصية "عيد نوروز" بالنسبة للأكراد ترتبط بالأسطورة التاريخية التي تتحدث عن ثورة قادها كردي يدعى كاوا الحداد ضد ملك جائر متسلط اسمه "زحاك" أنهت حكمه، فأطلق الثائرون اسم يوم الانتصار "نوروز" -ويعني "يوما جديدا"- على ذلك اليوم.
وقال بابان للجزيرة نت إن مظاهر الاحتفاء التي تبدأ ليلة العشرين من مارس/آذار تسمى "ليلة نوروز" وهي تذكر بتلك الثورة، وفيها يتم إشعال النار على قمم الجبال وفي الروابي والأماكن العامة.
وكانت النار توقد قديما على أسطح المنازل في إشارة إلى حتمية انتصار النور على الظلام، وهي دليل على فرحة التحرر وانتزاع الحرية كما يعتقد.

احتفالات وطقوس
وأشار إلى أن "أهازيج الفرق والدبكات الكردية من أهم مظاهر الاحتفال بالمناسبة، حيث ينظم مهرجان غنائي شعبي تتخلله مقاطع شعرية تتحدث عن الثورات ضد الطغاة وتستمر حتى ساعات متأخرة من الليل".
وأكد الباحث والمؤرخ كريم شارزا أن "الطقوس تستمر حتى صبيحة اليوم التالي، حيث يتوجه الناس إلى البرية لمعانقة الطبيعة، ويقيمون حلقات رقص تتشابك فيها الأيدي، وتعد لهذه الرحلات وجبات طعام تقليدية شهية".
وقال شارزا للجزيرة نت إن مدن إقليم كردستان العراق وبقية المناطق الكردية في كل من تركيا وإيران وسوريا تصبح خالية من سكانها تماما بهذه المناسبة، حيث يخرجون إلى الطبيعة، كما يحتفل المقيمون من غير الكرد في المناطق الكردية بالمناسبة.
وذكر أن "النوروز حاضر بشكل كبير في الأدبيات الكردية التي عبرت في حقب زمنية معينة عن الشعور القومي، ويظهر ذلك في العديد من القصائد التي تحاكي قصة نوروز وعلاقتها بالشعب الكردي".
ونوه شارزا بأنه "حان الوقت لإدراج "نوروز" في لائحة التراث الثقافي للشعب الكردي في منظمة اليونسكو لتوافر الشروط المطلوبة".