النصرة وحزم.. خصوم الأسد يتناحرون

مقاتلون من جبهة النصرة بعد ان غنمو ناقلة جند مدرعة -صور وتقريرجبهة النصرة نجم صاعد بسوريا
جبهة النصرة واحدة من أقوى الفصائل المسلحة في سوريا (الجزيرة)

حسن قطان-حلب

تشهد سوريا صراعا مسلحا بين جبهة النصرة وحركة حزم وصل إلى حد إراقة الدماء حيث سقط قتلى من كلا الطرفين في معركة بالفوج 46 بريف حلب الغربي. وقد انتهت المعركة بسيطرة النصرة على الفوج، في حين لم تفلح البيانات والتنديدات في وقف الصراع بين الطرفين، وأعلنت حركة حزم حل نفسها والانضمام للجبهة الشامية.

وكانت المعارك اندلعت بين الجانبين عندما أكدت النصرة تصفية حزم بعض قياداتها وشرعييها المعتقلين لديها ومن بينهم أمير جبهة النصرة في البادية أبو عيسى الطبقة.

وردت النصرة على ذلك بإصدار بيان تعلن فيه جميع مكونات حركة حزم أهدافا مشروعة لها.

القتال بين الطرفين انحصر في محيط بلدة الأتارب وفي الفوج 46 الملاصق لها، في حين نأى القطاع الشمالي لحزم بنفسه عن الصراع.

ولم يمض سوى يوم واحد على سقوط الفوج 46 حتى أعلنت حركة حزم حل نفسها وانضمام عناصرها إلى "الجبهة الشامية" في ظل تكتم إعلامي من طرف قياداتها.

وأصدرت حزم بيانا اتهمت فيه جبهة النصرة بخطف بعض عناصر وقيادييها والتحريض على قتالها بتهم الكفر والردة والعمالة للغرب.

كما أكدت الحركة استعدادها لتسليم ملف القضية لهيئة شرعية مستقلة تماما عن الفصائل، وذكرت في بيانها عددا من تلك الهيئات كالمجلس الإسلامي السوري ورابطة علماء الشام، لكن هذه المساعي لم تلق استجابة من النصرة.

إعلان
الشامي:
المعارك مع حزم كانت لإيقاف إفسادها وفك أسر المعتقلين لديها وردعها

مسوغات القتال
وفي تصريح خاص للجزيرة نت، أكد الناطق الرسمي باسم جبهة النصرة بحلب أبو أنس الشامي أن المعارك مع حزم كانت "لإيقاف إفسادها وفك أسر المعتقلين لديها وردعها".

وقال إن هذه الأهداف حصلت بالسيطرة على الفوج 46، نافيا ما يتردد على لسان البعض أن النصرة تريد القضاء على وجود حركة حزم بالكامل.

وعن الخسائر التي تكبدتها النصرة في المعارك مع حزم، أجاب الشامي "كان عددا يسيراً. القتال كان أمرا حتميا بالنسبة لنا بعدما صبرت الجبهة قرابة أربعة أشهر واستنفدت كل الوسائل وفشلت جميع الوساطات، ونكثت حزم بكل المعاهدات".

ويعود تاريخ النزاع بين الطرفين إلى أواخر شهر أكتوبر/تشرين الأول 2014 عندما هاجمت النصرة مقرات جبهة ثوار سوريا في ريف إدلب.

فقد اشتبكت النصرة حينها مع حركة حزم في خان السبل بسبب وقوفها إلى جانب جبهة ثوار سوريا لتدور حرب بيانات وتهديدات بين الجانبين مصحوبة بعمليات خطف واعتقال متبادلة.

تامر:
انخراط الطرفين في قتال جانبي لا يخدم سوى مصلحة النظام في هذه المرحلة الحساسة

موجة غضب
وأثارت المعركة بين النصرة وحزم موجة غضب واستياء واسعة شملت معظم المؤسسات "والكيانات الثورية" التي اجتمعت فيما بينها على رفض القتال الحاصل بين الطرفين، ودعت إلى التهدئة وضبط النفس واللجوء إلى محكمة تقضي في النزاع بعيدا عن الاحتكام للقوة والسلاح.

ويعتبر تامر -وهو ناشط إعلامي- أنه لم يكن ينبغي انخراط الطرفين في قتال جانبي لا يخدم سوى مصلحة النظام في هذه المرحلة الحساسة من عمر الثورة في مدينة حلب.

أما الناشط السياسي عقيل حسين فيرى أن ما حدث بين النصرة وحزم أمر متوقع منذ فترة طويلة بسبب الاحتقان بين الطرفين وتصعيد كل منهما تجاه الآخر عبر الاختطاف مما أدى لتفجر القتال وإراقة الدماء.

ويضيف حسين للجزيرة نت "من المؤكد أن النصرة قد كسبت الجولة وهو أمر متوقع أيضا، لكن خسارة الثورة من هذا الصدام كبيرة".

المصدر : الجزيرة

إعلان