واشنطن تستدرك زلة كيري بشأن مستقبل الأسد

الخارجية الأمريكية تنفي دعوة كيري - 2- تعليم العربية
واشنطن تنفي استعدادها للتفاوض مع بشار الأسد كما ورد في تصريحات لوزير خارجيتها جون كيري (الجزيرة)

طارق عبد الواحد-ديترويت

أكدت الولايات المتحدة أنها لن تتفاوض مباشرة مع الرئيس السوري بشار الأسد، واضعة بذلك حدا لتفسيرات لما أدلى به وزير خارجيتها جون كيري في حديث متلفز الأحد الماضي قائلا "سيتوجب على الولايات المتحدة في النهاية أن تتفاوض مع الأسد لإزاحته من السلطة وإنهاء الحرب الأهلية في سوريا".

وفيما بدا تصويبا لتصريحات كيري نفت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جين ساكي في مؤتمر صحفي الاثنين وجود أي تغيير في السياسة الأميركية إزاء الأزمة السورية. وأضافت "مستمرون في الاعتقاد أنه لا مستقبل للأسد في سوريا".

وكان كيري خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة "سي بي إس" الأميركية قد أجاب عن سؤال إذا كانت أميركا راغبة بالتفاوض مباشرة مع الأسد بالقول "في النهاية علينا أن نتفاوض معه"، مضيفا "كنا دائما راغبين بذلك في سياق مؤتمر جنيف1".

وفي أعقاب المقابلة التي أطلقت عاصفة من التساؤلات والمواقف الدولية، شددت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية ماري هارف على أنه "لا تغيير في السياسة الأميركية بخصوص سوريا، وأن واشنطن لن تتفاوض مباشرة مع الأسد".

وقالت إن "الولايات المتحدة قبلت على الدوام ومن باب الضرورة وجود ممثلين عن حكومة الأسد في أي مفاوضات، ولكنها لم تقبل مرة -ولن تقبل أبدا- أن يكون الأسد طرفا مباشرا فيها".

إعلان

وكتبت على صفحتها على موقع توتير "سياسة الولايات المتحدة -بخصوص سوريا- تبقى على ما هي عليه، إنها واضحة، لا مستقبل للأسد في سوريا.. وهذا هو موقفنا على الدوام".

أندرو تابلر يستبعد أن تتضمن تصريحات كيري رسائل جانبية لأي طرف(الجزيرة)
أندرو تابلر يستبعد أن تتضمن تصريحات كيري رسائل جانبية لأي طرف(الجزيرة)

زلة لسان
ورغم التباين الظاهر بين تصريحات كيري وتوضيحات الخارجية الأميركية استبعد المحلل السياسي في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط أندرو تابلر أن تكون هذه التباينات دليلا على تخبط السياسة الأميركية في سوريا، واصفا تصريحات كيري بأنها "زلة لسان ناتجة عن الإرهاق والعمل المتواصل على محاور عديدة".

وقال صاحب كتاب "في عرين الأسد" في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت "من غير المعقول -وفي الذكرى الرابعة لانطلاق الثورة السورية- أن يعني كيري ما فُهم من تصريحاته من قبل بعض الأطراف الدولية، أو الفرقاء السياسيين في سوريا".

كما استبعد في الوقت ذاته أن تكون التصريحات المثيرة للجدل متضمنة أي رسائل جانبية لأي طرف.

وعن مصداقية الولايات المتحدة في دعمها المعارضة السورية المعتدلة، برر تابلر الشكوك التي تحيط بهذه المصداقية إلى تداخل أولويات الولايات المتحدة على مسرح الأزمة السورية وتطوراتها السياسية والميدانية.

وأضاف أن "لدى الولايات المتحدة في المنطقة أولويتين تسيران جنبا إلى جنب، الأولى هي القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية، والثانية هي رحيل الأسد عن سدة الحكم في سوريا".

وفي السياق ذاته، يوافق مراقبون على أن أولويات السياسة الأميركية في سوريا تشهد فعلا تحولا ملموسا لصالح الحرب على تنظيم الدولة، والمحادثات بين الأميركيين والإيرانيين بخصوص الملف النووي الإيراني.

ويستدل هؤلاء المراقبون بما أدلى به مدير وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي أي) جون برينان الأسبوع الماضي الذي قال "إن الولايات المتحدة لا ترغب برؤية النظام السوري وهو ينهار بطريقة يمكن استغلالها من قبل تنظيم الدولة والمجموعات الإرهابية الموالية لـتنظيم القاعدة مثل جبهة النصرة".

إعلان
المصدر : الجزيرة

إعلان